توحدت كرة القدم اللبنانية أمس خلف منتخب لبنان الذي افتتح تصفيات آسيا بفوز مستحق على ضيفه منتخب هونغ كونغ 2 - 0 على ملعب المدينة الرياضية أمام لوحة جماهيرية رائعة رسمها ما يقارب 18 ألف مشجع لبناني امتلكوا حنجرة واحدة هتفت لمنتخب لبنان الذي حصل على ما كان يطمح إليه لاعبوه وبدأوا مشوار التصفيات بحصد النقاط الثلاثة.
الأهم في اللقاء كان تجديد ثقة الجمهور بمنتخب لبنان، إضافة إلى تجديد عقد الشراكة بينه وبين اللاعبين مع حصة أكبر للجمهور الذي يعتبر "المالك" الرئيسي لكرة القدم اللبنانية.
18 ألف مشجع لبوا نداء اللاعبين والمدرب والمسؤولين والإعلام، وأثبتوا أنهم الرقم واحد في مشوار التأهّل إلى آسيا. الجميع نجح أمس. الجمهور الكبير الذي حضر بالآلاف بغضّ النظر عن المشهد المسيء الذي شهدته المدرجات مع "عراك الأخوة" على المدرج الواحد. لكن ما هو مؤكّد أن بضعة عشرات لا يمكن أن يفسدوا إنجاز آلاف (الرقم الرسمي نحو 15 ألف مشجّع) كانوا على المدرجات. إنجاز صنعه أكثر من طرف، ابتداءً من الشعور الوطني العالي لدى الجمهور اللبناني، إلى الجهد الإعلامي الكبير، مروراً بالنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والتعبئة العامة التي أعلنها كثيرون دعماً للمنتخب، انتهاءً بالجهود الرسمية من اتحاد وقوى أمنية.
على أرض الملعب نجح المدرب المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش في تحدّيه وقدّم أوراق اعتماد تجديد عقده مع المنتخب اللبناني. نجاح المدرب لم يكن ليتحقق لولا ما صنعته أقدام اللاعبين الذين بدورهم انتزعوا صكّ أحقية اعتبارهم الجيل الجديد الذي سيصنع إنجاز التأهّل إلى نهائيات آسيا. مجموعة من اللاعبين، من ضمنهم القادم الجديد سمير أياس، قادها حسن معتوق نحو الفوز، فكانوا جميعهم نجوماً، خصوصاً في الشوط الأول قبل أن يشهد الثاني غياباً جماعياً يُسأل عنه المدرب قبل اللاعبين، نجح معه الضيوف في طرق باب الحارس مهدي خليل. وهو أمرٌ لم يكن ليحصل لولا تراجع اللاعبين في ظل المستوى الضعيف لمنتخب هونغ كونغ.
فنياً يمكن القول إن منتخب لبنان كان منتخب الشوط الأول، ففيه فعل اللاعبون كل شيء، فصنعوا الفرص وسجّلوا مرتين عبر محمد غدار وحسن معتوق، وأوحى المنتخب أنه سائر نحو نتيجة كبيرة لم تتحقق في الشوط الثاني.

لم يكن منتخب
هونغ كونغ خصماً قوياً رغم تحركه في الشوط الثاني


مثّل لبنان: الحارس مهدي خليل واللاعبون معتز بالله الجنيدي، نور منصور، نصار نصار، علي حمام، هيثم فاعور، ربيع عطايا (سمير اياس)، محمد حيدر، نادر مطر، حسن معتوق (حسن المحمد)، محمد غدار (فايز شمسين).
وبعد اللقاء تحدث المدرب رادولوفيتش في خلال المؤتمر الصحفي، مؤكداً أنه فخور بلاعبي فريقه، الذين قدموا عرضاً مرضياً بالنسبة إليه وللجمهور اللبناني الكبير.
واعتبر رادولوفيتش أن إصابة بعض اللاعبين أرغمته على إجراء بعض التبديلات الاضطرارية، وأضاف أن الفوز على هونغ كونغ، في بداية مشوار التصفيات، يعتبر مهماً في المسيرة نحو نهائيات "الإمارات 2019".
وأكد أنه لم يطلب من لاعبيه الارتداد إلى الدفاع في الشوط الثاني، ولكن منتخب هونغ كونغ لعب بتكتيك مختلف عن الشوط الأول، شاكراً الجمهور والإعلام لمؤازرتهم لمنتخب لبنان.
وختم رادولوفيتش قائلاً: "باقٍ خمس مباريات، ولم ينته شيء بعد، وإذا أكملنا كما بدأنا اليوم بكل تأكيد لبنان سيكون بين كبار آسيا، والآتي سيكون أفضل".
وقال قائد منتخب لبنان ونجم المباراة حسن معتوق إنه سعيد بتقديمه أداءً جيداً، واعتبره ثمرة جهد المجموعة.
وشكر الجمهور اللبناني، الذي وضع الثقة باللاعبين، وتمنى أن يواصل دعمه للمنتخب في المباريات المقبلة.
ولم تقم المباراة الثانية ضمن المجموعة بين كوريا الشمالية وماليزيا بعد تأجيلها من الاتحاد الآسيوي إلى الثامن من حزيران المقبل بسبب التوتر السياسي بين البلدين.