اليوم، ينطلق موسم جديد في دوري كرة لبنان، بداية بلقاء قمة بين النجمة بطل النخبة والعهد بطل الدوري.وعلى باب الموسم شاشة تحمل عناوين لتحديات عدة: هل يكون هذا الموسم جديداً أم مجرد موسم لعب يحفل بأخطاء ملونة مرت دون إصلاح، وما هو جديد هذا الموسم؟

نوادي الأولى الـ 12 شهدت نفضات واسعة، لعلّ أبرزها في العهد والنجمة والأنصار، وكلّفت مبالغ عالية طامحة لحصد ألقاب الموسم وتمثيل لبنان في بطولتي العرب وآسيا، إضافة إلى إرضاء جماهيرها الكروية وما وراءها من سياسية وزعامة.
ومع الموسم، تدور أسئلة المواسم المكررة:
هل ستتوفر ملاعب لبنان المناسبة للمباريات المناسبة، أم ستخضع مفاتيحها للمراجع البلدية والسياسية والأمنية؟
هل سيتوفر الأمن الكافي لبعض المباريات الجماهيرية، أم تُترك لأهواء شلة مشاغبين، باتت معروفة، لتحميل المسؤولية لنواديها وفرض عقوبات وغرامات عليها ظلماً كالعادة؟
كيف ستكون صورة نقل المباريات على شاشة "MTV "، مع كوادر المقدمين والمعلقين والضيوف، بعدما نجحت سابقتها "محطة الجديد" في إنعاش اللعبة التي كادت تحتضر؟
وماذا عن زيادة سعر البطاقة من 5 آلاف الى 10 آلاف، وموقف الجمهور الشعبي منها؟ هل سيكسرها أم يخضع ويقاطع، ليتحول الى متابعة المباريات على الشاشة أو أماكن تجمع أخرى؟
وعلى هذا، تكون خسارة أكبر للنوادي والملاعب واللعبة وحتى الاتحاد (ينال حصة 20 بالمئة من المدخول).
وإذا كان طرح الزيادة (10 آلاف) لغاية إبعاد شلة المشاغبين عن الأوادم، فهو طرح فارغ، لأن "الحضور المثقف" وأمن الملاعب لا يأتيان عبر الفارق المالي، بل عبر الحضور الأمين الواجب واللازم دون التهرب من هذا الواجب!
وهنا تكمن مسؤولية اتحاد اللعبة والنوادي والإعلام أيضاً في فرض كل ما يلزم لتدور كرة لبنان موسمها بأمان ونجاح، من أوله حتى ختامه.
كرة لبنان تشكل صورة رياضية وطنية.
كما تشكل متنفساً لشرائح شعبية واسعة، في واقعنا المتشنج داخلياً وباتت أيضاً تمثل صورة ناصعة خارجياً عبر ما قدمه منتخب لبنان في تصفيات المونديال حتى الآن، وما ظهر عليه فريق العهد في البطولة العربية بمستوى أبهر الجمهور العربي وإعلامه.
لهذا نأمل أن ينطلق الموسم الجديد عبر هذه الصورة لا أقل منها، ويأمل المخلصون أيضاً أن تتضافر جهود ومواقف أطراف اللعبة (الاتحاد، النوادي، الإعلام، الأمن والملاعب) حول عنوان واحد كبير "نجاح اللعبة وأمنها وحقوقها" وبعيداً عن المواقف الفردية النافرة التي ظهرت أخيراً حول "التشكيك بالحكام ومذهبية أطرافهم" بدلاً من تحصين دائرتهم.
كرة لبنان تكلفت لهذا الموسم مزيداً من الميزانيات من إدارات وأفراد مشكورين جداً لمغامراتهم في غمار هذه اللعبة" لتقويتها وإنعاشها، وهذا ما يفرض على أطراف اللعبة جميعاً واجبات حمايتها وتطويرها وتحصيل مردود معنوي ومالي ومستوى أفضل يدفعنا قريباً الى شكل من "الاحتراف" المناسب لنكون حاضرين في دائرة المنافسات العربية والآسيوية" وهي الفرصة الأخيرة لنا!
مساء اليوم، لقاء قمة الافتتاح بين الكبيرين العهد والنجمة، وبحضور جماهيري كبير، نترقبه اختباراً لكل أطراف اللعبة، وناجحاً بامتياز، كما نجح لقاء الفريقين في نهائي "كأس النخبة" قبل أسابيع على ملعب صيدا.
ونخبئ تهنئة من القلب للفريقين وجمهورهما ليكونوا حقاً فاكهة افتتاح الموسم.. ومثالاً لكل القمم التالية.