لا يمكن المرور على مواقع التواصل الاجتماعي من دون الاصطدام بكلمات تعيد الى النفس تلك اللحظات الحزينة التي مرّ بها اللبنانيون بعد المباراة أمام تايلاند في تصفيات كأس آسيا. البعض لا يزال عالقاً هناك، متحسراً على نتيجة لم يكن يتخيّلها بعدما تقدّم «رجال الأرز» بشكلٍ مريح في بانكوك. أما القادمون من هناك، حيث تابعوا اللقاء في ملعب «راجامانغالا»، فيتحدثون بدورهم عن حجم معاناتهم بعد تبخّر الحلم أمام أعينهم.هي لحظات صعبة سقطت على الجميع من دون استثناء، لكن هناك من بدأ ينظر اليوم الى المرحلة المقبلة، متسائلاً عما سيحصل لمنتخبٍ شرّف الوطن في الأعوام الأخيرة، وأعاد الأمل بإمكان وجود كرة قدم على مستوى عالٍ في لبنان.
وطبعاً، أول الأسئلة عن المستقبل ترسم حول المدرب الإيطالي جوسيبي جيانيني، الذي سبق أن قسم الشارع الكروي حوله بين مؤيدٍ بفعل الداعم للمنتخب «على الحلوة والمرّة»، وبين معارضٍ بشدة لوجود مدربٍ لا يمكنه تحقيق الإنجاز المطلوب، مطالباً الاتحاد بإقالته في أسرع وقتٍ ممكن.

وفي ظل ندرة المعلومات حول ما يمكن أن يُقدم عليه الاتحاد اللبناني بخصوص «أمير روما»، رجحت مصادر أن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية سيسجلون تحفّظاً في الجلسة المقبلة بعد النتائج التي حققها جيانيني مع المنتخب الوطني. وبعض هؤلاء كان أصلاً ضد استقدام هذا المدرب، لكنه في الوقت نفسه كان مؤمناً بمشروع الرئيس هاشم حيدر بعدما لمس منه استعداداً لتأمين كل ما يلزم من أجل إصابة النجاح، وهو أمر (الدعم المادي خصوصاً) حصل، لكن ما لم يحصل هو تحقيق الهدف الذي على اساسه أُجري التبديل الفني، حيث كان الاستغناء عن الألماني ثيو بوكير لعدم إمكانيته مواكبة المرحلة، فجاء استقدام جيانيني على أساس حمله المنتخب الى البطولة القارية.
لكن، قد لا يكون هناك سهولة أمام الاتحاد لاتخاذ قرارٍ بإقالة جيانيني، إذ سيكون مجبراً على دفع البند الجزائي أي قيمة عقده، ليتكرر السيناريو نفسه الذي أبقى مدرب المنتخب دون 22 عاماً الصربي إيفان فيتانوفيتش مرتبطاً بعقدٍ مع الاتحاد، الذي تفيد مصادره عن كلام بإسناد «مهمة وطنية» أخرى الى جيانيني تتمثل بالعمل مع الفئات العمرية، علماً بأنه في الإطار المالي كان جيانيني منزعجاً من التسريب الى وسائل الإعلام اللبنانية التي تداولت حجم راتبه، وقد دخل في نقاش مع أعضاءٍ في الاتحاد الذين حاولوا أن يوضحوا له أن المسألة عادية بحيث إن رواتب كل مدربي المنتخبات العالمية معروفة علناً، وهو أمر لم يهضمه، إذ يقول لاعبون إنه ردّد أمامهم بأنه مهتم بالتدريب في الخليج مستقبلاً، وهذا ما يفسّر بالتالي الأهمية بالنسبة إليه لإبقاء حجم عقده سريّاً، آملاً الحصول على عقدٍ أكبر في حال انتقاله.
كذلك، تحدث لاعبون عن أن المرحلة المقبلة لن تكون كسابقتها، إذ إن هناك بعض اللاعبين غير راضين عن أدوارهم مع الإيطالي الذي تجاهل بعضهم، رغم بروزهم على الصعيد المحلي، وذلك في موازاة أن الحديث عن سبب توجّه الحارس لاري مهنا الى الاعتزال هو كلامٌ في غير محله سمعه من جيانيني.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem