لم تكن مشاركة المنتخبات العربية في أي بطولة لكأس العالم على قدر الطموحات والآمال، فاكتفت المنتخبات بالمشاركة لتسجيل الحضور فقط، وليس لمحاولة حصد اللقب الأغلى. كان دور الستة عشر أعلى مرحلة وصل إليها العرب بواقع ثلاث مرات. تحاول المنتخبات العربية تحسين ظهورها الدولي في قطر حالياً، مع التعويل بأن يشكّل المونديال الأول على أرض عربية الكلمة المفتاح وراء ذلك.قطر التي تشارك للمرة الأولى في المونديال كونها البلد المضيف، لم تنجح بتقديم صورة مشرّفة في مباراتها الأولى، رغم أن الاتحاد القطري لكرة القدم عمل منذ سنوات على تأسيس منظومة قادرة على المنافسة، من خلال تنمية مواهب أكاديمية «أسباير» وصولاً إلى المنتخب الأول. عزّز القيّمون على «العنّابي» عنصر الخبرة أيضاً، إن كان عبر الجهاز الفني بقيادة المدرب الإسباني فليكس سانشيز أو من خلال المباريات الدولية، مثل الحلول ضيفاً في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم وكوبا أميركا 2019. وشهد ذلك العام على تتويج قطر ببطولة كأس آسيا.
ولكن على الرغم من كل هذا العمل، سقط القطريون أمام الإكوادور، والأكيد أن مهمتهم في مواجهة السنغال وهولندا في 25 و29 الشهر الجاري لن تكون سهلة، وتأهلهم إلى الدور المقبل سيكون شبه مستحيل.
(أ ف ب )

قلق سعودي ـ تونسي
يقصّ المنتخب شريط مشاركته السادسة تاريخياً في المونديال ظهر اليوم (الساعة 12:00) بلقاء الأرجنتين. كان الظهور الأول «للخضر» في نسخة عام 1994 ثم شارك في جميع النسخ المتتالية حتى عام 2006 ، وغاب بعدها حتى ظهر في روسيا عام 2018. أبرز مشاركة للسعودية تمثلت في كأس العالم عام 1994 حيث بلغ المنتخب دور الـ16 (الدور الثاني).
تعوّل «الصقور» على حنكة المدرب الفرنسي هيرفي رينار، كما المهارات الفذّة لبعض اللاعبين أمثال ياسر الشهراني وسالم الدوسري، إلا أنّ المهمة لن تكون سهلة حيث وضعت القرعة المنتخب السعودي في مجموعة صعبة مع الأرجنتين والمكسيك وبولندا.
لا تبدو السعودية وتونس قادرتان على الذهاب بعيداً لوقوعهما في مجموعتين صعبتين


وبالنسبة إلى المنتخب التونسي، فهو يشارك للمرة السادسة أيضاً في بطولة كأس العالم. فاز «نسور قرطاج» خلال خمس نسخ سابقة في مباراتين فقط من أصل 15، وتعادلوا في 4 مقابل 9 خسارات. للمفارقة، دوّن التونسيون أول فوز عربي في المونديال، كان ذلك على حساب منتخب المكسيك (3-1) في نسخة عام 1982.
فرضت القرعة على تونس ضمن النسخة الحالية التواجد في مجموعة صعبة تضم حامل اللقب المنتخب الفرنسي، إضافة إلى المنتخب الإسباني، والدنمارك التي تواجهها اليوم (الساعة 15:00).
مهمة تجاوز دور المجموعات لأول مرة في تاريخ المنتخب التونسي لن تكون بالأمر السهل على كتيبة المدرب جلال القادري، إلّا أن الطموح يظل كبيراً.

(أ ف ب )

توازن مغربي
يمتلك المنتخب المغربي لكرة القدم التشكيلة الأقوى في كأس العالم الحالية مقارنةً بنظرائه العرب. عاش «أسود الأطلس» مرحلةً من التخبط الإداري خلال الأشهر الماضية، انتهى بإقالة المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش، من منصبه.
مثّل استبعاد نجوم المنتخب، وعدم رضى قادة وجماهير الفريق السبب الأبرز وراء الإقالة، كما كان هناك «إهمال في تعزيز ارتباط اللاعبين بفريقهم الفني وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم»، بحسب رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، فوزي لقجع. هكذا، حلّ وليد الركراكي على رأس العارضة الفنية للمنتخب، على أن يقود «أسود الأطلس» في المجموعة السادسة التي تضم بلجيكا وكندا وكرواتيا.
تعج التشكيلة المغربية بلاعبين مميزين أمثال جناح تشيلسي الإنكليزي حكيم زياش، ظهير باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي ونصير مزراوي لاعب بايرن ميونيخ الألماني…
تجدر الإشارة إلى احتلال المنتخب المغربي المركز الأول عربياً والمركز الثاني والعشرين عالمياً ضمن آخر تصنيف أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». وتمتلك المغرب خبرة كبيرة إذ شاركت في كأس العالم 5 مرات سابقاً، ومونديال قطر سيكون السادس. وكانت أبرز مشاركة مونديالية للمغرب عام 1986 عندما بلغت الدور الثاني بعد أن تجاوزت البرتغال بنتيجة (3-1).
بالمحصلة، لم تفلح المنتخبات العربية في تغيير الصورة الطاغية عن ضعف مشاركتها في المونديال تاريخياً، ولكن الآمال كبيرة بأن تتغيّر هذه الصورة خلال المونديال الحالي.