يواجه منظّمو دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس تحدّياً وقلقاً كبيرين، بشأن التزامهم بإجراء منافسات السباحة في المياه المفتوحة في نهر السين الخلّاب لكن الملوّث تاريخياً.

في آب/ أغسطس الماضي، ألغيت اختبارات ماراثون السباحة لأن المياه كانت متّسخة جداً، وكذلك مراحل السباحة في يومين من الأيام الأربعة لاختبارات الترياثلون والباراترياثلون.

في المقابل، أصرّت مدينة باريس على أنه «لا توجد خطة بديلة».

وستبدأ منافسات الرجال والسيدات التي يبلغ طولها 10 كيلومترات على جسر ألكسندر الثالث، ومع وجود قصر ليزانفاليد وبرج إيفل في الخلفية. يتّجه بعدها المتسابقون لمسافة كيلومتر واحد مروراً بمناطق الاستقطاب الشهيرة الأخرى، بما فيها متحف أورسي والقصر الكبير (غران باليه).

ربما يكون مناسباً المرور بجانب متحف الصرف الصحّي المجدّد أخيراً، وجسر ألما قبل العودة.

ويرى المسؤولون في المدينة بأنّ نوعية المياه تحسّنت، إلا أن أياً من العيّنات المسحوبة بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2023 لم تطابق المعايير الأوروبية لناحية الحد الأدنى من نوعية المياه التي تسمح بالسباحة.

تكمن المشكلة الكبيرة في البراز. وتزداد البكتيريا الموجودة في الماء بشكل حاد عندما تجرف الأمطار الغزيرة الحطام ومياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى النهر من الضفاف والمصارف والمجاري الفائضة.

وتختبر المدينة المياه عند مستوى 14 نقطة. وفي عام 2022، اعتبرت جودة المياه في ثلاث منها «كافية»، لكنها تدهورت بحلول الصيف الماضي.

وألغيت السباحة في المياه المفتوحة في آب/ أغسطس الماضي، بعد أن أدى الجرف العنيف إلى زيادة معدل جرثومة إي. كولي (الإشريكية القولونية) إلى ستة أضعاف المستوى المستهدف الذي حدّده الاتحاد الدولي للألعاب المائية.

وأصرت مدينة باريس على أنها «تعلّمت» من مشكلات أخذ العينات في مراحل الاختبار.

وتستثمر السلطات الوطنية والمحلية أيضاً 1.4 مليار يورو (أكثر من 1.5 مليار دولار) في خمسة مشاريع مصمّمة لتنظيف المياه.

وكشفت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا أمس الثلاثاء عن محطة معالجة تهدف إلى إبعاد النفايات عن نهر السين قائلةً «نحن جاهزون» للمسابقات الأولمبية في النهر.

ووفقاً لمسؤول في مدينة باريس، فإنّ الاختبارات الفاشلة لترياثلون الفرق، وبعد أسبوعين مع السباحة البارالمبية، لم يتسبّب بها المطر إنما «عطل في الصمام» في نظام الصرف الصحي في باريس.

ويبقى الطقس الخطر الأكبر، بحسب إقرار بلدية باريس التي تخشى «هطول أمطار استثنائية».

وبالنسبة إلى الرياضيين، تُشكّل المياه المتّسخة خطراً دائماً في مسابقات المياه المفتوحة. ظهر ذلك في نهاية الاختبارات في عام 2019 قبل أولمبياد طوكيو، عندما اعترض السباحون على جودة المياه في خليج طوكيو. وقبل دورة الألعاب الأولمبية في ريو عام 2016، تصدّر خليج غوانابارا الملوّث عناوين الأخبار.