تشهد إمارة دبي لقاءً ثأرياً بين الحكمة والرياضي عند الساعة 17.00 بتوقيت بيروت ضمن المجموعة الأولى على خلفية محلية. فالرياضي سقط على يد منافسه اللدود في ذهاب بطولة لبنان، ويسعى الى رد خسارته ولو خارج الحدود وفي دورة ودية. فالفوز على الحكمة سيكون الخطوة الأولى نحو استعادة لقب غاب عن خزائن النادي عامين، بعدما تعذّرت مشاركة الرياضي في البطولة لعامين نتيجة تضارب مواعيدها مع بطولة غرب آسيا.
ويدخل حامل لقب الدورة أربع مرات الى النسخة الـ 24 بجهاز فني جديد وتشكيلة مختلطة بين عنصري الشباب والخبرة، مع ثلاثة لاعبين أجانب، هم المصري اسماعيل أحمد والثنائي الأميركي رشاد أندرسون ولورين وودز. وستكون المهمة الأساسية للمدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش تقديم صورة مقنعة للجمهور اللبناني بأن فريقه يسير على السكة الصحيحة، وبأنه قادر على العودة الى بيروت واستعادة لقب البطولة المحلية، بعد أن يكون قد أحرز لقب دورة دبي مقدمة لذلك.
أما الحكمة، فقد وصل الى دبي أمس على وقع الأزمة التي يمر بها النادي نتيجة انسحاب مموله الرئيسي وديع العبسي، ودخول القوات اللبنانية على الخط، مع كلام عن مساع لحلحلة الأمور وبقاء الطرفين داعمين للنادي، وخصوصاً أن المعلومات تشير الى أن امكانية الطرف القواتي مادياً لن تتجاوز مبلغ المليون دولار، وبالتالي فإن عودة العبسي مطلوبة كي يؤمن الجزء الباقي من الميزانية، وعدم المطالبة بما دفعه سابقاً (900 ألف دولار). وهذا ما دفع برئيس النادي إيلي مشنتف وأمين السر جان حشاش الى الاتصال بمسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة، وطلب موعد للقاء معه بهدف الوصول الى صيغة تبقي العبسي في النادي، نظراً إلى الحاجة إليه، لكن عودة العبسي تبدو صعبة للغاية، وخصوصاً أن الأخير وضع الموضوع خلف ظهره، تحديداً بعد ما حصل في غزير في لقاء الحكمة والمتحد والهتافات التي أطلقت بحقه.
ويبدو موقف سلامة واضحاً بأن أي دخول للعبسي الى الحكمة أو غير الحكمة سيكون ضمن شروط معينة وقاسية، ليست بالمعنى الاداري لكن انطلاقاً من التزامات أخلاقية وانسانية. فسلامة يرى أن ما حصل في الحكمة غير مقبول على الاطلاق، وأن دخول العبسي الى الرياضة لم يكن بهدف سياسي، وإلا لما دعم اتحادات ككرة الطاولة والرماية والسكواش، وأندية كالبوشرية والأنوار وبجه غير المحسوبة على التيار الوطني الحر. «ولو كان يريد أن يكون هو صاحب القرار لتصرف كما يفعل جاد قهوجي في الشانفيل، ونبيل حواط في بيبلوس، وشربل سليمان في عمشيت، الذين كانوا يفاوضن عن أنديتهم نظراً إلى دعمهم لها، فيما في الحكمة كانت المفاوضة تجري عبر مشنتف وحشاش».
فنياً وبعيداً عن الهموم الادارية، يتوجه الحكمة الى دبي بعد غياب دام عشر سنوات عن إحرازه آخر لقب للدورة، وستكون التشكيلة اللبنانية على أعلى مستوى مدعمة بثلاثي أجنبي هم الأميركيون دايشون سيمز وأرون هاربر وتشادني غراي من أنيبال، إضافة الى جوليان خزوع، الذي تحوم شكوك حول مشاركته كلبناني بعد فشل استعادة جواز سفره من الأمن العام، وبالتالي غير معروف اذا ما كان سيشارك كلاعب لبناني أم كأجنبي، حيث يحق لكل ناد بثلاثة أجانب (اثنان على أرض الملعب).
مادياً، تلقت ادارة النادي 600 ألف دولار من الجهة الراعية الجديدة، حيث دفعت جميع مستحقات اللاعبين الى جانب مصروف شخصي لكل لاعب مخصص لدورة دبي. ويكشف رئيس النادي إيلي مشنتف أن موازنة الفريق مؤمنة، أما الهدف من السعي إلى بقاء العبسي، فهو وجود قناعة لديه ولدى زملاء له في الادارة بأن الأمور وصلت الى مكان غير مقبول، ولا بد من تصحيح الوضع. وأمل مشنتف أن تهدأ النفوس في النادي كي يحافظ على مسيرته التصاعدية، التي ظهرت بوضوح في بطولة لبنان.
ويلعب الحكمة والرياضي في المجموعة الأولى الى جانب ألماتي الكازاخستاني ومنتخب الإمارات اللذين يلتقيان اليوم أيضاً. أما المجموعة الثانية، فتضم الفريق اللبناني الثالث في الدورة وهو المتحد. ويشارك سفير الشمال للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2009، حيث خرج من الدور ربع النهائي. وتبدو حظوظه في احراز اللقب، وهو أضاف أجنبياً ثالثاً الى التشكيلة هو الأميركي لاري كوكس الى جانب إريك تشاتفيلد ومارك سالييرز. ويلعب الى جانب المتحد فريق سمارت جيلاس الفيليبيني صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة في دبي، نظراً إلى وجود جالية فيليبينية ضخمة في الإمارات. كما يلعب في المجموعة أيضاً الأهلي الإماراتي والرياضي أرامكس الأردني.