توضحت صورة المنافسة على لقب الدوري التي يبدو أنها ستشهد تكراراً لسيناريو الموسم الماضي بين صدارة صفاوية ومطاردة نجماوية، مع ابتعاد العهد بنحو كبير وإن لم يكن نهائياً، علماً أن أمر مثل هذا ينهي موسم العهد؛ لأنه خرج من كأس لبنان ولا يشارك آسيوياً. ويمكن القول إن العهد ومدربه السابق محمد الدقة دفعا غالياً ثمن الأجواء السلبية التي سيطرت على النادي مع قضية التلاعب. والمؤسف أن النادي بعدما نجح في تخطي الأزمة وعاد إلى سكة الانتصارات بعد معالجة الموضوع، جاء ابتعاد مدير الفريق علي زنيط ليعيد الأجواء السلبية، فخسر الفريق في صور وأصبح يبتعد عن المتصدر الصفاء سبع نقاط قبل ثماني مراحل على انتهاء البطولة.
أما الأنصار فيبدو أن مهمته ستكون محصورة على جبهتي كأس لبنان وكأس الاتحاد الآسيوي. فخروج الأنصار نظرياً من المنافسة على اللقب جاء بعد خسارته السبت أمام ضيفه الراسينغ الذي يقدم عروضاً ممتازة في الآونة الأخيرة. واستحق لاعبو الراسينغ الفوز نتيجة الأداء الجماعي بعيداً عن نجومية الأفراد، فيما دفع الأنصاريون ثمن الأزمة التي مروا فيها. فالتغيير الإداري الذي حصل وعودة الاستقرار المالي شكّلا جرعة معنوية انتهى مفعولها بعد مباراة التضامن صور. فالراحة النفسية لا يمكن أن تمنح جاهزية بدنية، أي لا يمكن المال أن يمحو عدم انتظام تمارين الفريق في الفترة الماضية. لكن مشوار الأنصار لم ينته هذا الموسم؛ إذ يمكن الجهاز الفني الإعداد لكأس لبنان والمشاركة الآسيوية.
الراسينغ بدوره حقق فوزه الثاني على ملعب بيروت البلدي وثأر لخسارته ذهاباً أمام الأنصار، فتقدم بهدف عدنان ملحم في الدقيقة الـ 48 من ركلة جزاء صحيحة احتسبها الحكم الرئيسي علي صباغ. وعزز محمد مطر النتيجة في الدقيقة الـ83 من كرة علي بلوط الحرة.
أمس، فاز ثنائي المقدمة الصفاء والنجمة، فنجح الأول في تخطي ضيفه الغازية 1 - 0 على ملعب بيروت البلدي بهدف سجله علي السعدي في الدقيقة الـ74 من ركنية طارق العمراتي. ورغم أن فوز الصفاء يبدو متواضعاً، فالنتيجة لا تعكس كمّ الفرص التي أضاعها الصفاويون الذين ما زالوا يضلون طريق المرمى. وعزز الصفاء صدارته وهو مع النجمة أكثر المستفيدين من تعثّر العهد، الملاحق «الثقيل» الذي كان قادراً على إحراجهما وخطف اللقب لولا السقوط في صور، علماً بأن الأمور لم تنته كلياً بالنسبة إلى بطل لبنان السابق، لكنه يحتاج الى ظروف خاصة كي يعود الى المنافسة.
النجمة من جهته، منع ضيفه طرابلس من تكرار سيناريو لقاء الأنصار حين فاز، أو إحراج الفرق الأخرى، ففاز النجمة 3 - 1 وكان مرتاحاً في المباراة مع تقدمه مبكراً عبر نجمه الغابوني دانييل أوندو في الدقيقة 4 من تمريرة محمد جعفر، قبل أن يعزز محمد قاسم النتيجة (13) مستغلاً خطأ من عبد الله طالب. وقلص السوري عبد الرحمن العكاري النتيجة (30)، قبل أن يوسّع أوندو النتيجة بتسجيله هدفاً ملعوباً مع الظهير المتألّق علي حمام (46).
وشهدت المباراة أحداثاً مثيرة على مدرجات الملعب مع كسر جمهور النجمة لقرار منعه من الدخول، ثائراً على حالة الضياع التي تحكم حضوره للمباريات. فمن جهة، يكون هناك حديث عن السماح لحاملي بطاقات من النادي بالدخول، مقابل عدم ذكر الموضوع في تعاميمه، وبالتالي ليس هناك أمر رسمي في الموضوع، رغم حديث عن تنسيق بين الاتحاد وإدارة النجمة يقضي باعتماد الصيغة المذكورة. لكن الغريب هو اللغة غير المنطقية التي جرى التعاطي فيها مع الحادثة مع كلام على نية بعدم إكمال المباراة حتى خروج الجمهور، كنوع من تحميل المسؤولية لنادي النجمة الذي كان متقدماً 2 - 1. فالنجمة غير مسؤول عن ضبط الأبواب، والجمهور دخل بوجود الجيش الذي هو المسؤول الأول عن الإجراءات الأمنية. لكن لغة العقل عادت وسادت حيث لم تتوقف المباراة بانتظار جلسة الاتحاد اليوم.
الحدث البارز كان في طرابلس مع فوز الاجتماعي على ضيفه الإخاء الأهلي عاليه 2 - 1، حيث افتتح عمر ياسين التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة الـ 37 بعد تمريرة من الغاني فرانك بواتنغ، وأضاف هشام نابلسي الهدف الثاني (46). وسجّل البرازيلي ديكو دي اوليفييرا (58) للإخاء دون أن يستطيع الضيوف تعديل النتيجة.
وفي صور، فرض مهاجم شباب الساحل ديالو نفسه نجماً لمباراة فريقه مع مضيفه السلام صور حين سجل ثلاثة أهداف مع فوز فريقه 4 - 2. الهدف الأول جاء بطريقة رائعة ومن تسديدة أكروباتية (13) قبل أن يعادل محمد نصار للسلام. وتقدم الساحل مجدداً عبر أمير لحاف (24)، ليعود ديالو ويعزز النتيجة قبل نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني أضاف ديالو هدفه الشخصي الثالث (64)، قبل أن يقلص البديل حسين فروخ الفارق للسلام.


الترتيب العام لدوري الدرجة الأولى ــ المرحلة 14