الرياض | فجأة وبلا مقدمات، أصبح هنالك ثلاثة مرشحين «خليجيين» لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي أصبح شاغراً بعد استقالة القطري محمد بن همام من رئاسته بعد إدانته ومن ثم تبرئته من قضايا فساد ورشى مالية. الانتخابات التي ستجري في 2 أيار، تقدم لمنصب رئاستها الإماراتي يوسف السركال والبحريني سلمان بن إبراهيم ورئيس الاتحاد التايلاندي وعضو الفيفا واراوي ماكودي، وأخيراً السعودي حافظ المدلج. زحام هؤلاء المرشحين، وخصوصاً «العرب الخليجيين» تحديداً، هو بكل تأكيد ليس بريئاً في ظاهره وحتى في باطن الأسماء المترشحة والدول التي ينتمون إليها. فمعنى أن تُرشح نصف دول الخليج ممثلين عنها لمنصب مدته سنتان «وهي تكملة ولاية الرئيس المستقيل بن همام التي تنتهي بعام 2015» يثير أكثر من علامة استفهام. وبالعودة إلى جذور الموضوع، يلاحظ أن هناك تداخلاً سياسياً واضحاً في هذه الترشيحات ومنسوب تنافس مرتفعاً «حتى لا يقال شي أكثر» بين هذه الدول لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. فالكثير من الدول تبحث عن مكانة لها بين الأمم، فكما هو موجود التنافس الصناعي والتجاري والتكنولوجي بين الدول، أيضاً أصبح للرياضة ساحتها ومعركتها بين تلك الدول إذا ما علمنا أن الرياضة أصبحت علم قائم بذاته. فمنصب رئيس اتحاد أكبر قارة في العالم يستحق أن تكون له معركة انتخابية للوصول إلى هذا الشرف وهذه المكانة، حيث لم يعد منصباً شرفياً فقط الآن، بل يعطي الدولة التي ينتمي إليها رئيسه مكانة وعلاقة مؤثرة في عالم الرياضة وكرة القدم كما حدث لقطر عندما ترأس بن همام الكرسي الآسيوي.
أما التنافس الخليجي على هذا المنصب، فهو ليس وليد هذه اللحظة، بل هو صراع قديم بدأ في انتخابات الاتحاد الآسيوي عام 2009 عندما رشح البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة نفسه مقابل القطري محمد بن همام، وقتها كان التنافس في أشده بوقوف أقوى دولتين خليجيتين «السعودية والكويت» خلف المرشح البحريني، مقابل تحالف قطري إماراتي خلف بن همام. وتوضح ذلك من خلال وجود الإماراتي يوسف السركال نائباً له، والآن ومع ابتعاد بن همام واستقالته انتقلت شعلة «التحالف» القطري الإماراتي إلى السركال، الذي أعلن بن همام في العديد من المناسبات أنه هو خليفته لرئاسة الاتحاد الآسيوي. فيما استمر البحريني سلمان بن إبراهيم في تحديه للتحالف القطري الإماراتي من خلال ترشيح نفسه للمرة الثانية على التوالي مقابل تحالف السركال بن همام.
انتخابات 2009، ورغم دعم أكثر الدول الخليجية والعربية (دول غرب آسيا) إلا أن بن همام استطاع أن يجير المعركة لمصلحته بالاعتماد على تصويت دول صغيرة في جنوب ووسط القارة. اليوم يتكرر السيناريو ذاته لو لم تحدث المفاجأة في الأيام الأخيرة قبل إقفال باب الترشح للمنصب الآسيوي الكبير وذلك من خلال ترشيح السعودي حافظ المدلج نفسه لرئاسة الاتحاد، علماً بأنه يرأس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي. الحجة في ترشيح المدلج نفسه هي بمثابة «حل توافقي» أو إيجاد بديل ثالث للمرشحين البحريني والإماراتي اللذين يرفض كل منهما التنازل للآخر ليكون هناك مرشح خليجي واحد للمنصب الآسيوي.
وبحسبة بسيطة لترشيح السعودي المدلج نفسه كخيار وسط (رغم أنه ليس كذلك)، لكون السعودية تعتبر في معسكر المرشح البحريني مقابل السركال الإماراتي، لذلك قد يكون السيناريو هو الطلب من المرشحين السركال وبن إبراهيم الانسحاب للمرشح الثالث المدلج. طبعاً بعد أن يُجمع عليه العرب «كمرشح وسطي» لهذا المنصب، فإنه سيكون كالمرشح البحريني، لا فرق بينهم كونهم ينتمون لنفس الجهة أو المحور، لكون السعودية كانت تدعم مسبقاً المرشح البحريني، وهو ما سيجعل المرشح الإماراتي تحديداً أمام تحدٍّ كبير. إما أن يقبل بالانسحاب مع سلمان بن إبراهيم «الذي لن يعارض الانسحاب للمرشح السعودي»، وفي حال عدم انسحاب الإماراتي السركال سيعتبر أنه ضد التوافق الخليجي والعربي، حينها ستجري محاربته وإعلان المحور «السعودي - البحريني - الكويتي» العلني دعمه لمرشحهم «التوافقي» حافظ المدلج وتسويقه عند بقية الدول الآسيوية لكونه المرشح الذي تُجمع عليه الدول العربية.



مساعٍ أردنية للتوافق

يسعى الأمير علي بن الحسين (الصورة) رئيس الاتحادين الاردني وغرب آسيا الى جمع المرشحين العرب الثلاثة لرئاسة الاتحاد الاسيوي للعبة في اجتماع للتوافق على مرشح واحد. وتأتي جهود علي بعد فشل الاجتماع الأول الذي عقد الأسبوع الماضي وغاب عنه المرشح البحريني سلمان بن إبراهيم ال خليفة. وكشف الأمير علي عرض الأردن استضافة اجتماع آخر الشهر المقبل يضم المرشحين الثلاثة إضافة الى القطري حسن الذوادي الذي يتنافس مع الشيخ سلمان على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) عن القارة الآسيوية للسنوات الأربع مقبلة.