رشّح نادي الأنصار أمين سره وضاح الصادق لانتخابات الاتحاد اللبناني لكرة القدم، التي ستقام هذا الصيف. ومن المعلوم أن اللجنة العليا، والتي سيصبح اسمها الهيئة التنفيذية وفق النظام الجديد، تضم عضوين من الطائفة السنية عرفاً. إذ ليس هناك ما ينص على توزيع المقاعد الـ 11 طائفياً، لكن جرت العادة أن يكون هناك عضوان سنيان، هما حالياً: أحمد قمر الدين ومحمود الربعة. وأصبح في حكم المؤكّد أن التغيير لن يطال عدداً كبيراً من أعضاء اللجنة الحالية، وهو قد يصل كحد أقصى الى ثلاثة أعضاء. وإذا كان هناك استقرار على الصعيد الشيعي، وكذلك مسيحياً، دون أن ينسحب ذلك على ممثل الأرمن (حالياً همبارسوم ميساكيان)، فإن هوية ممثلي الطائفة السنية تسودها بعض الغموض، لكن ليس الى درجة كبيرة. ففي السابق، كان هناك حديث عن احتمال ابتعاد رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين عن الاتحاد نظراً الى أشغاله الخاصة خارج لبنان، لكن مع بقاء المقعد لدى آل قمر الدين، ودخول شقيقه رئيس نادي طرابلس وليد قمر الدين الى الهيئة التنفيذية. لكن هذا الكلام كان سابقاً، إذ إن الحاج أحمد سيعود الى لبنان نهائياً وهو يقوم حالياً بتصفية أعماله في السعودية، مع كلام عن احتمال تسلّمه رئاسة بلدية طرابلس، وبالتالي فإن بقاءه في الاتحاد شبه محسوم في حال أراد ذلك، وخصوصاً أن من الطبيعي أن يكون هناك ممثل لمحافظة الشمال سنياً، إضافة الى العضو الثابت سمعان الدويهي كممثل لزغرتا.
يبقى هناك الحاج الثاني في الاتحاد محمود الربعة، الذي يبدو أن هناك أكثر من عين على مقعده. فالأنصار رشّح أمين سره وضاح الصادق، والنجمة يسعى إلى الحصول على مقعد في الاتحاد، وهناك كلام عن ترشيح مصطفى العدو للدخول الى الاتحاد، وهو كلام جرى بين العدو وأمين سر نادي النجمة سعد الدين عيتاني قبل أشهر عن نية الإدارة ترشيح العدو. لكن هذا لا يعني أن الموضع محصور بالعدو فقط، إذ إن هناك أسماء أخرى قد تكون ضمن خيارات إدارة النجمة المصرة جداً على تمثيلها في الاتحاد. ويأتي ترشيح الشابين اللذين لهما باع طويل في الكرة اللبنانية، انطلاقاً من حق النجمة والأنصار بأن يكونا ممثلين في الاتحاد، نظراً الى عراقتهما وقاعدتهما الجماهيرية، إضافة الى وجود ممثلين للعهد والصفاء والإخاء الأهلي عاليه. وعليه، فإذا كانت تلك الندية، فمن الطبيعي أن يكون النجمة والأنصار ممثلين. لكن المسألة لا تعود الى الصادق أو العدو، بل الى تيار المستقبل ممثلاً برئيس قطاع الرياضة فيه حسام زبيبو. فتسمية العضوين السنيين تعود للمستقبل، ولا يمكن التدخل بهذا الموضوع من قبل أي طرف. في هذه الحالة، تبدو كفة العدو أرجح من كفة الصادق نظراً إلى قربه وقوته لدى آل الحريري، مدعوماً بعلاقات عيتاني مع آل الحريري. هذا لا يعني أن الصادق «مقطوع من شجرة»، فهو لديه ثقله وقادر على إقناع أصحاب القرار بدعمه. فالصادق يكشف لـ«الأخبار» أن ترشّحه ليس بهدف الحصول على مقعد في الاتحاد، بل العمل على إحداث تغيير وإنجاح المشروع الاحترافي الذي كان للأنصار اليد الطولى فيه، وبالتالي يسعى إلى تنفيذه من داخل الاتحاد. أما سبب اختيار إدارة الأنصار للصادق، فيعود الى أنه أكثر الذين عايشوا الكرة اللبنانية وهو «أمّ الصبي» في مشروع الاحتراف المقدم الى الاتحاد.
لكن أين هو محمود الربعة من هذه المعطيات؟
المعلومات تؤكّد أن له الأفضلية في حال رغب بولاية جديدة (ويبدو أنه كذلك)، إن كان على صعيد تيار المستقبل أو لدى الصادق أو العدو. فوضاح يؤكّد أنه في حال طلب الربعة المقعد «فسأقول له مقدّم يا حاج محمود». أما العدو فيحسم الأمر قائلاً «أنا لا أصطدم بالحاج محمود وله الأولوية».
على صعيد تيار المستقبل، يبدو الحديث عن هذا الموضوع مبكراً، كما يقول زبيبو، وحين يفتح باب الترشح يبدأ الحديث بالأسماء. وكل ما يقال حالياً يأتي في خانة التحليلات، مستشهداً بما حصل على صعيد انتخابات اللجنة الأولمبية حين حسم الجميع عودة عزت قريطم الى الأمانة العامة، في حين كان قرار التيار من البداية لصالح العميد حسان رستم.
ويترك زبيبو الباب مفتوحاً على جميع الاحتمالات، ومنها رفع عدد مقاعد السنة الى ثلاثة كما كان سابقاً، دون أن يعني كلامه أن التيار يطالب بذلك، لكن كل شيء وراد. وما يعزز هذا الاحتمال خسارة المستقبل لعضو سنّي في اللجنة الأولمبية، وبالتالي قد يكون التعويض في اتحاد كرة القدم كما حصل مع الطائفة الدرزية، لكن بالعكس حيث جرى التعويض في اللجنة الأولمبية مع عودة العضو الدرزي الى اللجنة وليد طليع.