انطلق المعسكر الإعدادي لمنتخب لبنان المقام في العاصمة القطرية الدوحة، ويستمر حتى 30 الجاري، ويتضمن مباراة ودية مع منتخب عُمان يوم الأربعاء في 29 الجاري. ويأتي المعسكر قبل المرحلة الأخيرة من مشوار تصفيات كاس العالم، الذي يتضمن مباراتين مع كوريا الجنوبية في 4 حزيران في بيروت، ومع إيران في 11 منه في طهران. مباراتان قد تكونان الأخيرتين للمدرب الألماني ثيو بكوير مع منتخب لبنان؛ لكونه تسلم تدريب المنتخب بناءً على طلب اتحادي لمرحلة تصفيات كأس العالم.
بوكير لم يُبلغ الاتحاد اللبناني رسمياً بانتظار لقاء رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين في الدوحة؛ لأنه هو من يرأس البعثة اللبنانية. لكن بوكير أعلن الموضوع خلال مقابلة مع تلفزيون العربية على هامش سؤال الزميل محمد لوباني عن مستقبل منتخب لبنان. حينها أعلن بوكير أن مشواره مع منتخب لبنان من المفترض أن ينتهي بعد مباراة إيران، دون أن يعني ذلك إغلاق للباب أمام العودة مجدداً، لكن ضمن صيغة جديدة بالنسبة إلى الاتحاد وبوكير. فالأخير يعتبر الإعلان عبر العربية صدفة، وهو يرى أن قرار مثل هذا لا بد وأن يبلغه رسمياً إلى الاتحاد اللبناني، لا عبر وسيلة إعلامية كما تفرض الأصول.
وفتح إعلان بوكير غير الرسمي الباب على مرحلة جديدة بالنسبة إلى منتخب لبنان. فاتحاد كرة القدم سيجد نفسه عاجلاً أو آجلاً أمام مهمة دراسة مستقبل منتخب لبنان. منطقياً هناك ثلاثة خيارات أمام الاتحاد بالنسبة إلى منتخب لبنان. إما التجديد لبوكير، أو التعاقد مع مدرب أجنبي جديد، أو العودة إلى المدرب الوطني.
الخيار الأول يمدد لحالة الاستقرار التي يعيشها المنتخب منذ ما بعد حل قضية المراهنات. لكن التجديد لبوكير لا بد وأن يكون ضمن معايير تحفظ حق الطرفين، وبالأخص اتحاد كرة القدم. فالعلاقة بين بوكير والاتحاد لطالما مرت بمراحل مختلفة، بينها الإيجابي، وبينها السلبي. وبالتالي إن أي تجديد لبوكير يفضّل أن يكون في إطار عقد واضح يحدد الحقوق، ولكن أيضاً يحدد الواجبات وكيفية تعاطي بوكير مع الاتحاد.
فالعقد شريعة المتعاقدين، ويمكن من خلاله وضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة ووضع ضوابط لكل ما كان يزعج الاتحاد من بوكير مع وضع بنود جزائية يتفق عليها الطرفان.
أما الحل الثاني، فيقوم على التعاقد مع مدرب أجنبي جديد، وهو أمر وارد لكن يتطلب إمكانات مادية ولديه محاذير تتعلق بهوية المدرب الجديد ومدرسته الكروية ومدى معرفته بالكرة اللبنانية، إضافة الى سيرته الذاتية التي يجب أن تكون على مستوى ما حققه منتخب لبنان. ولا شك أن التغيير وإدخال دماء جديدة الى الجهاز الفني هو أمر مهم ومفيد للمنتخب، بشرط أن يكون الخيار صائباً، وخصوصاً على صعيد الخبرة على صعيد المنتخبات وما حققه من إنجازات.
لكنّ مدرباً بهذا الحجم سيكون راتبه عالياً جداً، وهو أمر ليس كثيراً على منتخب لبنان، بشرط أن تكون هناك الأموال اللازمة في خزينة الاتحاد أو وجود ممولين ثابتين يرفدون المنتخب اللبناني بالأموال طوال فترة عقد المدرب الجديد. لكن المعطيات المالية داخل الاتحاد لا توحي بوجود أموال كافية للتعاقد مع مدرب أجنبي رفيع المستوى يواكب التطور الذي طرأ على منتخب لبنان والمكانة التي وصل اليها.
بناءً عليه، إن كشف حساب الاتحاد اللبناني في المصرفين اللذين يتعامل معهما، يحدد مدى امكانية التعاقد مع مدرب، أو اللجوء الى تمويل آخر، سواء كان داخلياً أو خارجياً. فالمعلوم أن بوكير يتقاضى راتباً شهرياً بقيمة 6500 دولار، أي أقل من راتب مدرب فريق الصفاء أكرم سلمان بـ 3500 دولار، إلى جانب تكاليف الإقامة والسيارة لسلمان!! وبالتالي لا يمكن التعاقد مع مدرب أجنبي بهذه القيمة، إضافة إلى قدرة بوكير على التأقلم مع الظروف الصعبة للمنتخب.
الخيار الثالث يتعلّق بالمدرب الوطني الذي سبق منتخب لبنان أن اختبره مع أكثر من مدرب، علماً أن الخيارات ضيقة ولا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وبعيداً عن تقويم واقع المدربين اللبنانيين الذين لديهم خبرتهم، لكن تبقى المسألة مدى ملاءمتهم للمرحلة التي وصل اليها منتخب لبنان، وما يطمح اليه على صعيد التأهل الى نهائيات كأس آسيا 2015.
ومن الطبيعي أن يكون القرار الأول والأخير للاتحاد اللبناني لاتخاذ القرار، سواء عبر التمديد أو التجديد أو العودة الى الوراء والعهد القديم. وإذا كان القرار النهائي للاتحاد، فإن للاعبين رأيهم غير الملزم في هذا الإطار، لكن يعطي فكرة عمّا قد يكون الأفضل لمنتخب لبنان.
لاعبو المنتخب غادروا صباح أمس الى الدوحة، حيث استفتت «الأخبار» 13 لاعباً منهم قبل السفر إلى قطر.
وبدأ توافد اللاعبون الى المطار عند الساعة 3.30 فجراً في أجواء مريحة بحضور لاعبي النجمة عباس عطوي ومحمد شمص، ما يؤكّد عدم وجود مقاطعة نجماوية لمنتخب لبنان كما أكدت ادارة النادي مراراً. قبل الدخول الى منطقة قطع التذاكر عند الساعة الرابعة كانت هناك صورة واضحة عما يراه عدد كبير من لاعبي المنتخب حول المرحلة المقبلة. فاختيار اللاعبين كان على اساس الفترة التي قضوها مع المنتخب، مع استبعاد للّاعبين الجدد المنضمين إلى المنتخب كمحمد عطوي، ومحمد زين طحان ومهدي خليل، نظراً إلى عدم اختبارهم الفترة الماضية عن قرب.
لاعبو المنتخب أجمعوا على ضرورة استبعاد خيار المدرب الوطني، ليس انتقاصاً من قدراته بل لأنه لا يتلاءم مع مستلزمات المرحلة المقبلة. حيث أكّد اللاعبون الـ 13 أن منتخب لبنان يحتاج الى تدريب أجنبي، نظراً إلى قوة المنافسة مع المنتخبات الأخرى. جميع اللاعبين أكّدوا أن الأفضل هو التجديد لبوكير، نظراً إلى حالة الاستقرار التي يعيشها المنتخب والأجواء الإيجابية الحالية، إضافة الى الانسجام بينه وبين اللاعبين. واللافت أن هذا الرأي جاء من قبل لاعبين كانوا يصنفون في السابق على علاقة غير جيدة مع بوكير، حتى إنه بعضهم كانوا على ما يقارب العداء له ولا يعتبرون من اللاعبين المقربين اليه، لكن هؤلاء كانوا يدلون برأيهم لما فيه مصلحة للمنتخب اللبناني.
أحد اللاعبين رد بطريقة ذكية على السؤال، حيث وجّه سؤالاً بدوره فيه الجواب الكافي حين سأل: «قل لي من يرضى بأن يدرّب في ظل ظروف المنتخب من صعوبة تأمين ملعب للتمرين الى النقص بعض الأحيان في التجهيزات من قمصان وكرات وأمور أخرى، ويتقاضى هذا الراتب المتواضع، ومع ذلك يحقق هذه النتائج؟».
آراء اللاعبين الذين سافروا الى قطر تلاقت مع نظرة لاعبين محترفين في الخارج، سواء في دول عربية أو أجنبية، حيث أفاد أربعة لاعبين في اتصال مع «الأخبار» عن ضرورة التعاقد مع مدرب أجنبي. إثنان منهما أشارا إلى أن التجديد لبوكير هو أفضل الحلول، نظراً إلى وضع المنتخب الممتاز، فيما رأى لاعبان آخران أن المنتخب يحتاج الى مدرب من مستوى رفيع ويجب أن يكون أجنبياً، وفي حال تعذُّر ذلك يمكن التجديد لبوكير؛ لأنه الأفضل كخيار ثانٍ، مع رفض كلي لفكرة التعاقد مع مدرب وطني. فأحد اللاعبين قال حرفياً: «التعاقد مع مدرب وطني يعيدنا تسعين سنة الى الوراء»، فيما رأى زميل له في هذا الإطار أنّ من المستحيل أن يستطيع مدرب وطني قيادة اللاعبين بنجاح.
وقد تتعدد الآراء في مستقبل الجهاز الفني، لكن يبقى القرار لاتحاد اللعبة الذي سيطرح الموضوع على طاولة اللجنة العليا، مع ضرورة تغليب المصلحة العامة على أي اعتبارات شخصية. فالجميع يعلم أن كثيراً من الأعضاء لديهم أسوأ الذكريات مع بوكير، نظراً إلى الأخطاء الكثيرة التي قام بها، ورغم ذلك جرى في السابق تغليب مصلحة المنتخب، وهو أمر مطلوب اليوم. ويؤشّر الأداء الاتحادي في الفترة الأخيرة الى اعتماد العقلانية والمصلحة العامة بعيداً عن التعنّت والعناد والشخصانية. وهذا ظهر من خلال التعاطي مع أزمة مباراة الإخاء والنجمة.
فالاتحاد اتخذ القرار الصحيح بتشكيل لجنة تحقيق وتأجيل مباريات المرحلة الأخيرة حرصاً على السلامة العامة. صحيح أن الاتحاد أخطأ في البداية بعدم تغيير ملعب المباراة من بحمدون الى المدينة الرياضية، لكنه عاد وتدارك الموضوع ولم يدر ظهره للأندية أو يضرب بمطالباتها عرض الحائط كما كان يحصل في السابق.
وفي موضوع المنتخب، يؤمل أن يحافظ الاتحاد على عقلانيته وتغليب المصلحة العامة مع الاستماع الى مختلف الآراء قبل اتخاذ القرار. فالمدربون يأتون ويرحلون ويبقى المنتخب، لذا من المهم المحافظة على ما تحقق حتى الآن وعدم العودة الى الوراء.



افتتاح

افتتح نادي الشباب الرياضي في بلدة حبوّش قاعته الرياضية المقفلة برعاية رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان وحضور عدد كبير من الشخصيات الرياضية والفعاليات الحزبية والبلدية والاختيارية والتربوية والاعلامية، وسط أجواء احتفالية. وتأتي الخطوة على وقع احتفالات غالبية قرى الجنوب بذكرى التحرير. استهل الاحتفال بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية وقص الشريط الرمزي إيذاناً بافتتاح القاعة رسمياً، ثم كانت كلمات ترحيبية لعدد من الشخصيات. ويبلغ اجمالي المساحة الداخلية للقاعة ألف متر مربع، وتتسع مدرجاتها لـ 300 شخص، بالاضافة إلى 50 كرسياً في المنصة الشرفية، مجهّزة بلوحة الكترونية للعبتي كرة السلة والكرة الطائرة، ومهيأة للنقل التلفزيوني. أما على صعيد الإضاءة، فهي ذات معايير أولمبية، مع وجود غرف خاصة بالحكام واللاعبين.