يوم خلع الايطالي ماريو بالوتيللي قميصه مستعرضاً عضلاته بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى ألمانيا في نصف نهائي كأس أوروبا 2012، كان «سوبر ماريو» واضحاً في رسالته: انطروا، أمامكم اللاعب الأقوى في العالم. صورة بالوتيللي انتشرت في العالم بأسره وتناقلها الجميع ونسجت من مضمونها صور أخرى من وحي الخيال تضع الايطالي في مواضع قوة مختلفة. القوة هنا، في حالة بالوتيللي، لا تقتصر على المهارة الكروية بل تتعدى ذلك الى القدرات البدنية الهائلة التي تجعل ممن يمتلكها بمثابة لاعب يحسب الخصوم ألف حساب وحساب لمواجهته.غير أن بالوتيللي ورغم قوته الجسمانية الهائلة، ليس اللاعب الأكثر قوة في العالم حالياً، كما يخال كثيرون، ففي لندن تحديداً، يمكن العثور على اللاعب الذي يستحق هذا اللقب وحده: هو الانكليزي أديبايو أكينفينوا المهاجم الذي تنقل في العديد من الأندية الانكليزية في الدرجات المختلفة دون الدرجة الممتازة.

من يشاهد أكينفينوا لا يمكن الا أن يقر سريعاً للرجل بأنه الأكثر قوة ربما ليس في زمننا، بل في مختلف الأزمنة. اذ كيف للاعب هو عبارة عن كتلة ضخمة من العضلات ويبلغ طوله 1,80متر ووزنه 101 كلغ أن لا يكون الأقوى؟
أكينفينوا، البالغ 31 عاماً، لا يخفي أن بنيته الجسدية الهائلة لا تتناسب مع «الصورة النمطية للاعب كرة القدم»، كما يقول، لكنه يشير بأنه يعرف كيف يستفيد من قوته الجسمانية، التي يستمدها من الحصص التدريبية في لعبة كمال الأجسام، في لعب الكرة.
بطبيعة الحال، لا يمكن وضع أكينفينوا في مقارنة مع بالوتيللي من حيث المهارة الكروية، غير أن هذا اللاعب الذي عاد قبل أيام قليلة الى فريقه السابق جيلينغهام وارتدى قمصان 11 فريقاً مختلفاً، يمتلك خامة جيدة من خلال قدرته التهديفية العالية حيث سجل في مسيرته حتى الآن 133 هدفاً في 382 مباراة.
ولا يخفي اللاعب ذو الاصول النيجيرية أن ميزته الاساسية في أدائه تكمن في قدرته العالية على السيطرة على الكرة وحمايتها وهذا ما يجعله متفوقاً على المدافعين.
البنية الهائلة لأكينفينوا تضعه غالباً في مواقف طريفة وأخرى محرجة، اذ يروي أنه في احدى المرات أوقفه شرطي سير وسأله عن مهنته، فأجاب أكينفينوا: لاعب كرة قدم، فرد الشرطي: هذا مضحك، فأنا أرى أمامي هذه الليلة لاعب ركبي.
غير أن الأمور تتحول لتصبح تراجيدية بالكامل، في مواضع أخرى، اذ ان بعض المشجعين يسخرون من بنية أكينفينوا، بيد أن الأخير لا يبالي وهو يقول: «الأشخاص ليس لديهم القدرة على فهم ما لا يعرفونه ويحبون وضع الأشياء في اطر معينة. لكنني لا أدع مثل هذه الاشياء تؤثر فيّ».
في المقابل، فإن أكينفينوا اكتسب شهرة بفعل بنيته كلاعب كرة قدم محترف، وقد استثمر ذلك من خلال اطلاقه ماركة ثياب تحمل لقبه وهو «الوحش».
هذا هو، باختصار، أكينفينوا. لاعب لا يوازي أترابه الذين يعدّون الأفضل في العالم كالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار وغيرهم الكثير، مهارة وشهرة، لكنه على الأقل لا يشعر بالقلق والغيرة والحسرة من أحد، إذ إن لقب «اللاعب الأقوى في العالم» ملك له على الدوام، اما الآخرون فغارقون للأعماق فيها.



فرق كبير

ثمة العديد من اللاعبين الحاليين والسابقين ممن يمتلكون بنية جسمانية هائلة كالبلجيكي دانيال فان بويتن والألماني بير ميرتساكر ومواطنه السابق كارستن يانكر والتشيكي يان كولر، لكنها مستمدة من طول قامتهم الفارع وليس من قوتهم البدنية وهذا، بالضبط، ما يتميز به أديبايو أكينفينوا.