يمكن الجزم بأن المفاجأة في الأيام الأخيرة لسوق الانتقالات الصيفية كانت دخول اسم النجم الألماني مسعود أوزيل، صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني، في «البازار»، حيث تردد كثيراً أن مانشستر يونايتد الإنكليزي كان يرغب بشدة في الحصول على خدمات صاحب القميص الرقم 10 في ملعب «سانتياغو برنابيو».
نعم، هي مفاجأة بكل المقاييس، فمنذ أن فُتح باب سوق الانتقالات لم يُذكر اسم أوزيل للانتقال الى هذا الفريق أو ذاك، أو بالأدق، سرت بعض الشائعات في الصحف الألمانية منذ قبل سوق الانتقالات، وتحديداً عقب تعيين الاسباني جوسيب غوارديولا مدرباً لبايرن ميونيخ الألماني بأن الأخير معجب بموهبة أوزيل ويريد أن يكون بمثابة «أندريس إينييستا» النادي البافاري، لكن سرعان ما جاء الردّ من اللاعب في أكثر من مناسبة ليؤكد رغبته في البقاء مع النادي الملكي حتى اعتزاله. وأكثر، فإن جميع المؤشرات كانت تدل على أن ريال مدريد متمسّك بنجمه، وهذا ما توضحه خطوة إدارة النادي بإسناد المهمة للنجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان الذي يعتبره أوزيل قدوة له من أجل أن يعقد جلسات تحضيرية خاصة مع الأخير للموسم الجديد.
إلا أن الأمور سرعان ما أخذت منحى معاكساً منذ انطلاق الموسم الذي لم يُلعب منه حتى الآن سوى لقاءين. ففي المباراة الأولى أمام ريال بيتيس استُبدل أوزيل في الدقيقة 60 والأمر تكرر في المباراة الثانية أمام غرناطة في الدقيقة 65، رغم أن الألماني لم يكن بذلك السوء وسجل هدفاً جميلاً ألغاه الحكم بداعي تنفيذ سيرجيو راموس الركلة الحرة من منطقته والكرة لم تكن ثابتة على الأرض.
على أي حال، من شاهد ذهول أوزيل عندما رأى رقمه على اللوحة الإلكترونية بين يدي الحكم في المباراة الثانية إيذاناً باستبداله، وهو يسير بخطوات بطيئة ومكفهر الوجه، ومن ثم تجاهل مصافحة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي وأكمل طريقه نحو غرفة تبديل الملابس، أيقن أن العلاقة وصلت الى نهايتها بين الألماني وريال مدريد.
لكن وسط كل هذا الضجيج، خرج أوزيل أمس نافياً رحيله عن ناديه بقوله: «أريد أن أستمر هنا. بعض الصحف كتبت عن احتمال رحيلي وأوردت خيارات مهمة، لكنني مرتبط بعقد وأنا باقٍ مع ريال مدريد».
بطبيعة الحال، لم يكن أوزيل ليحسد على وضعيته بين انتقاء البقاء في نادٍ بحجم ريال مدريد أو الرحيل الى آخر لا يقل شأناً كيونايتد، لكن اللاعب في نهاية الأمر قرر إكمال المشوار مع الملكي.
موقف أوزيل لا يمنع من أن الأمور لن تكون بتلك السهولة بالنسبة إليه في العاصمة الإسبانية، وهو قبل هذا التصريح بساعات أكد أنه لا يستطيع إظهار مقدراته، في إشارة واضحة الى أنشيلوتي الذي قرر الاعتماد عليه في الجهة اليمنى، مع الاعتماد على إيسكو كصانع ألعاب.
من الواضح أن هذا الموسم سيكون عصيباً على أوزيل على عكس المواسم السابقة، إذ إن لاعباً مثله كان فعالاً على نحو كبير في الكثير من المناسبات، ويكفي ذكر أنه صنع 72 هدفاً لزملائه، لن يرضى طبعاً بأن يخرج في منتصف هذه المباراة أو أن يلازم دكة البدلاء في تلك المباراة. وفيما كان كثير من المحللين يرون في انتقاله الى مانشستر يونايتد خياراً صائباً بحيث إن مركزه مضمون هناك وهو قادر على أن يصنع مجداً له في المدينة الانكليزية، الا ان أوزيل آثر الدخول في تحدّ مع ذاته قبل أن يكون مع إيسكو وأنشيلوتي في مدريد. هذا التحدي يراه، في المقابل، آخرون، خياراً صائباً لما من شأنه أن يظهر الكثير مما يخبئه الساحر الألماني في جعبته.



تضارب في الآراء

أكد الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أنه لا يرى أي مشكلة في أن يدفع ريال مدريد 100 مليون يورو لضم الويلزي غاريث بايل، لاعب توتنهام الإنكليزي، فيما خالفه البلغاري هريستو ستويتشكوف، نجم برشلونة السابق، الرأي.