معانٍ عدة حملها هدف الفوز لبازل الذي سجله فالنتين شتوكر قبل أربع دقائق على نهاية المباراة أمام بايرن ميونيخ. هو هدف لا يحكي فقط أن الفريق البافاري ليس جيّداً كفاية لخوض المباراة النهائية على ملعبه في أيار المقبل، بل ترجم معاني نهضة كرة القدم السويسرية التي تحدث عنها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر يوم سلّم كأس بطولة العالم للناشئين (دون 17 سنة) لمنتخب بلاده في لقطة نادرة. نعم، كانت لقطة نادرة؛ لأن سويسرا لم تؤدّ يوماً دوراً محورياً في كرة القدم الأوروبية.
ورغم أن مقر «الفيفا» كان في بلاد السويسريين، التي قدّمت أميناً عاماً قوياً ثم رئيساً عتيداً للكرة العالمية، فإن فرقها ومنتخباتها بقيت في صفّ المتأخرين ولم تتمكن من ترك بصمة في البطولات الخارجية.
ويضاف إلى هذه النقاط مسألة المشاكل الكثيرة التي عانت منها الكرة السويسرية طوال أعوامٍ عدة. وهنا الحديث عن شحّ في المواهب، ومشاكل قضائية لفريق سيون، إضافة إلى عدم ارتقاء المستوى الجماهيري في الدوري المحلي إلى المعدل المطلوب، وذلك في أعقاب أحداث شغبٍ هزّت البلاد مراراً...
كل هذه الوقائع محاها بازل هذا الموسم، فكان إقصاؤه لمانشستر يونايتد العريق من المسابقة الأوروبية الأم بمثابة نفحة الأمل للقيّمين على اللعبة الذين حاولوا دفع اللعبة إلى مراحل متقدمة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، وقد جاءت استضافة كأس أوروبا 2008 بالمشاركة مع النمسا ضمن هذا الإطار. كذلك، جاء استقدام أحد أهم المدربين العالميين الألماني أوتمار هيتسفيلد للإشراف على المنتخب الوطني، والأخير كان واضحاً بكلماته القليلة؛ إذ قال: «سويسرا يمكنها فعل أشياء كثيرة على صعيد الكرة العالمية»، موجهاً بوصلته على الطريقة الألمانية نحو أبناء المهاجرين.
فعلاً، كان اثنان من أبناء المهاجرين في قلب الفوز العظيم أمس؛ إذ إن شيردان شاكيري الذي سيلعب بألوان بايرن في الموسم المقبل، ومواطنه الألباني الأصل غرانيت شاكا، أظهرا شجاعة في مواجهة أسماء كبيرة في عالم الكرة، فأخرجا الفرنسي فرانك ريبيري والأوكراني أناتولي تيموتشوك من أجواء اللقاء بعدما كسبا معركة الوسط. والاثنان مع المتألق الآخر في هذا الخط فابيان فراي هما نتاج سياسة تطوير الناشئين التي جرى العمل عليها خلال الأعوام العشرة الأخيرة.
لكن أكثر ما يلفت هو التركيبة الغريبة لبازل الذي يحوي هؤلاء الناشئين المختلفي الأعراق، والأجانب القادمين من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، إضافة إلى أن مهاجمي الفريق ماركو شتريلر وألكسندر فراي (لا يمتّ بأي صلة قرابة إلى فابيان) هما لاعبان سبق أن سجلا رحلة فاشلة في الدوري الألماني، وقد خرجا حتى من حسابات المنتخب الوطني. أما المدرب هايكو فوغل فهو تحوّل من الرقم اثنين في النادي إلى المدرب الأول في البلاد؛ فهذا المدرب الشاب (36 عاماً) لم يكن في منصبه لأكثر من سبعة أسابيع يوم أطاح مانشستر يونايتد؛ إذ شغل سابقاً دور المساعد للألماني تورستن فينك الذي تردد أنه وضع الأسس الصحيحة للفريق.
لكن يبدو أن كل الكرة السويسرية تقف على أسس قوية في هذه المرحلة. لذا، يمكن بلاتر أن يجلس الآن مرتاحاً ويتوعّد خصومه بقوة وجوده على المستطيل الأخضر كما كانت عليه حاله دائماً في مكاتب «الفيفا».



مرسيليا يضرب إنتر أيضاً

أذاق مرسيليا الفرنسي ضيفه إنتر ميلانو الإيطالي طعم هزيمة أخرى بعدما غلبه 1-0، سجله لاعب الوسط الغاني أندري أيوو في الدقيقة الـ 90، ليضع مدرب بطل 2010 كلاوديو رانييري في موقفٍ حرج بعد سلسلة النتائج المخيّبة لفريقه في الفترة الأخيرة.