بأكثرية 8 أعضاء أقرّ الاتحاد اللبناني لألعاب القوى في جلسته الاخيرة معاقبة جان كلود رباط بالايقاف لمدة سنة. قرار قد يبدو مفاجئاً بالنظر الى ان رباط كان الوجه المشرق لأم الألعاب في لبنان خلال سنوات طويلة، لكن مصادر الاتحاد تؤكد ان الكل تحت القانون. القصة بدأت قبل أسابيع قليلة خلال التجارب التي أجراها الاتحاد لاختيار ممثلي لبنان في بطولة العالم داخل قاعة، والتي أقيمت في اسطنبول اخيراً، إذ أدى توقف نظام الـ«فوتوفينيش» عن العمل قبل سباق 60 م للرجال الى تلاسنٍ بين رباط من جهة والامين العام للاتحاد نعمة الله بجاني والحكم جان غاوي من جهة أخرى، حيث اشار بعض الحاضرين الى استخدام الطرفين لكلمات من العيار الثقيل. وبغض النظر عن هوية الطرف الذي أطلق شرارة المشادة، فإن التقرير الذي رُفع الى الاتحاد أفاد بأن رباط هدد نعمة الله بجاني وغاوي من باب ما سيحصل بعد 6 أشهر، أي الانتخابات الاتحادية التي سيخوضها روجيه بجاني الرئيس السابق لإنتر ليبانون والمعارض المعروف للاتحاد. هذا في وقت أشارت فيه مصادر أخرى الى أن رباط شعر بوجود «لعبة» ما لإمرار عداء معيّن للمشاركة في اسطنبول (تمّ اختيار علي حازر فقط لتمثيل لبنان)، إذ إن مطالبته بعدم إقامة السباق قبل تشغيل الـ«فوتوفينيش» لم تلقَ تجاوباً من نعمة الله بجاني، وهو كان قد اعترض بشدّة على عمل بعض العدائين على تحديد القياسات ووضع الحواجز بأنفسهم في السباقات التي شاركوا فيها.
عضو الاتحاد اللبناني ايلي سعادة اكد حصول الحادثة وتردداتها، نافياً في الوقت عينه اي ربط بين مسألة «ثورة» روجيه بجاني (سبق أن أُوقف لمدة سنة) المستمرة على الاتحاد وترشحه للانتخابات وبين ما حصل، مضيفاً: «لم أتمنى يوماً ان نضطر الى اتخاذ قرارات مماثلة، وخصوصاً بحق اشخاص منحوا انجازات لالعاب القوى، لكن الامور خرجت عن إطارها الرياضي».
وإذ يشدّد سعادة على انه لا تصويب على بجاني وناديه بل ان ما يخرج من قرارات بحقهما هو نتيجة تصرفات لم تقم بها أندية أخرى، فإن مصدراً من إنتر ليبانون رفض الكشف عن اسمه، لاعتباره ان كل كلمة تخرج من فم أحد ينتمي الى النادي يستغلها الاتحاد لضربه، فقد علّق: «أعتقد أنها ليست مصادفة انه خلال 3 سنوات أوقف الاتحاد 9 عدائين وعدّاءات وإداريين ينتمون الى نادينا، مقابل عدم توقيف احد من الاندية الـ17 الاخرى في لبنان، وقد تم وقف رباط رغم اعتذاره من الامين العام ومراسلَتنا الاتحاد، مؤكدين اننا اتخذنا الاجراءات اللازمة بحق مدربنا». ويختم: «يبدو أن الاتحاد لا يجتمع الا لضرب إنتر ليبانون واتخاذ قرارات الايقاف بحقه».
وحتى صدور التعميم الاتحادي، تتضارب الأنباء بشأن إمكان إلغاء العقوبة أو تخفيفها، لكن في الحالتين لا يبدو «السلام» مسألة مطروحة بين طرفي النزاع الذي قد تحسمه الانتخابات المقبلة.



إجراءات أقسى في انتظار المخالفين

بعد ما حصل مع الأمين العام نعمة الله بجاني، لا يستغرب إيلي سعادة اتخاذ الاتحاد اللبناني قرارات قاسية من دون أن يستبعد حتى إجراءات أقسى بحق المخالفين للأنظمة التي أكد العمل على تعديلها لتنظيم الأمور وتوضيح الصورة أكثر، «وهذا لن يحصل إلا عبر وضع قوانين حضارية تعكس حقيقة الواقع، وتحدد لكل ناشطٍ في ألعاب القوى واجباته وحقوقه ونتائج مخالفاته».