يعاني منتخب لبنان لكرة القدم للفوتسال من عدم التحاق بعض لاعبيه بسبب ارتباطهم مع فرق بعض المصارف التي يعملون فيها، والتي تشارك في دورات تجارية هامشية لا تلقى حتى تغطية إعلامية. وهذا الأداء من بعض القيمين على الرياضة في تلك المصارف يطرح تساؤلات حول الحس الوطني الذي يفتقر اليه البعض حين يعرقل مسيرة منتخب يستعد للمشاركة في بطولة آسيا، والذي يملك حظوظاً كبيرة في التأهل الى كأس العالم للعبة.
وفي هذا السياق، جدّد عضو اللجنة العليا في الاتحاد اللبناني لكرة القدم ورئيس لجنة كرة الصالات سمعان الدويهي هجومه على المصارف التي تعرقل استعدادات المنتخب لنهائيات كأس آسيا التي تستضيفها الامارات من 25 أيار الى 1 حزيران المقبلين، وقد وضع في خانتها منظمي الدورات التي تشترك فيها هذه المصارف، واصفاً إياهم بالتجّار.
وكانت آخر العثرات في وجه استعدادات المنتخب اللبناني مشاركة غالبية لاعبي المنتخب في دورة «ميني فوتبول»، وذلك بطلب من المصارف التي يعملون فيها، حيث لا يمكنهم رفض اللعب خوفاً من فقدان وظائفهم، وذلك رغم أن بعضهم تعرّض لإصابات منعته من التدرّب مع المنتخب، وهو ما كان قد أقلق الجهاز الفني قبل انطلاق الدورة، وخصوصاً عند علمه بأن فرقاً شعبية تشارك فيها وتدار مبارياتها من قبل حكام هواة وغير اتحاديين، ما حجب الحماية عن اللاعبين الدوليين.
ومن هذا المنطلق، كشف الدويهي أنه سيطرح في الجلسة المقبلة للجنة العليا مسألة منع اللاعبين الدوليين من المشاركة في أي بطولة غير رسمية، داخلياً وخارجياً، طيلة فترة استدعائهم للاستعداد مع المنتخبات، مبدياً أسفه على تجاوب المصارف مع دعوته الاولى لتسريح اللاعبين من اجل الانخراط في البرنامج التدريبي، استعداداً لكأس آسيا ثم ذهابهم إلى المشاركة في دورة ذات مستوى متدنٍ فنياً وتنظيمياً.
وأضاف: «أرى أن الحل الوحيد هو اللجوء الى القانون لوقف هذه المهزلة، إذ إنه في حال فشل المنتخب الوطني، فلن يذهب أحد الى محاسبة المصارف أو منظمي الدورات الذين أثّروا سلباً على استعدادات المنتخب، وسأدفع الى إقرار بندٍ يمنع اللاعبين من المشاركة في دورات مماثلة». وتابع: «من المخجل ان تشارك المصارف في هذا النوع من الدورات، ونحن الذين ندعم تنظيمها لبطولة في الفوتسال، حيث نوفد حكامنا الاتحاديين لقيادة المباريات بهدف حماية اللاعبين وعدم تعرضهم للأذية. من الآن فصاعداً لن نتساهل مع من يضرّ بالمصلحة الوطنية، وسنتجه عبر الاعلام الى تسمية كل مصرّف يعطّل عملنا أو يسيء الى منتخبنا الذي يقف امام استحقاق مهم، قد لا يفهم البعض أهميته».
وهاجم الدويهي أيضاً منظمي الدورات واصفاً إياهم بالتجّار: «يكفي الاطلاع على اسم الدورة الاخيرة (Castrol Goal) للتأكد من أنها دورة تجارية ومنظّميها لا همّ لديهم سوى تحقيق الربح المادي. والأسوأ أن ضرر هذه الدورة لن يقتصر على إصابة اللاعبين أو تغيّبهم لثلاث مرات أسبوعياً عن تمارين المنتخب، بل إن الفائزين فيها سيكون عليهم التغيّب مجدداً للسفر الى دبي للمشاركة في دورة أخرى».