«إنها مهنتي الآن، منذ صغري وأنا أحلم بممارسة هذه الرياضة». طارق سليمان، اسم لا يعرفه كثيرون في الرياضة اللبنانية، لكنه بدأ يجذب انتباه محبي الألعاب القتالية بفعل بروزه في الـ «كايج ووريرز» التي تنتشر بسرعة كبيرة حول العالم. وإذ يبدو مثيراً للاستغراب أن يخاطر أحدهم بحياته في نوع كهذا من الرياضات، فإن سليمان (22 عاماً) بدأ بممارسة ألعاب فنون القتال منذ الصغر، حيث كان يتدرب بنفسه ليصل الى مرحلة يمارس فيها هذه اللعبة.
ويقول سليمان: «لكي تتمكن من ممارسة هذه اللعبة عليك أن تمارس غالبية فنون الدفاع عن النفس، من كاراتيه، كونغ فو، تايكواندو، جودو، ملاكمة، جوجيتسو، إضافة الى المصارعة، ذلك لأن هذه الرياضة هي رياضة قتالية، وعبارة عن مزيج بين كثير من فنون الدفاع عن النفس، والتقنيات والمهارات المختلفة».
تدرب سليمان على هذه الألعاب تدرباً جدياً، وتدرج فيها من مرحلة الى أخرى، الى أن بات قادراً على الاقتراب على نحو كبير من الـ «كايج ووريرز»ـــ وهو يعدّ نفسه أنه لا يزال لاعباً مبتدئاً، وأنه بحاجة الى أن يرفع من رصيده لكي يصل الى المرحلة المتقدمة من اللعبة، من اجل التمكن من المشاركة في الـ «Ultimate Fighting Championship» المعروفة بالـ «UFC»، التي تعدّ أكثر المراحل تقدّماً في اللعبة. ويمكن اللاعب الوصول الى المستوى الأعلى في اللعبة من خلال رصيد الانتصارات الذي يجمعه ولا يقل عن ثلاثة. إلا أنه إذا كان أداء اللاعب مميّزاً فهذا ما يمكن أن يعوّضه عن بلوغ الرصيد المطلوب من الانتصارات.
أما بالنسبة إلى طرق الفوز في رياضة فنون القتال المتنوع، فأولاها هي الاستسلام، حيث يعلن أحد المتنافسين استسلامه. أما الثاني، فهو أن يقرر الحكم أن أحد المتقاتلين غير قادر على مواجهة خصمه، فيُنهي المباراة وتسمى «تي كاي أو». والطريقة الثالثة هي أن يقوم الطبيب بإنهاء المباراة بسبب عمق الجرح، أو كسر شديد، أو ما شابه، حفاظاً على حياة المشترك. والطريقة الأخيرة، هي التي تعد الأكثر إثارة للجماهير، فهي الضربة القاضية، وفي هذا النوع تنتهي المباراة بعد لكمة قوية أو ركلة قوية، يسقط بعدها الخصم ويصبح غير قادر على الحركة، وهذا ما حصل مع سليمان مثلاً عندما أطاح منافسه العراقي ياسر عبد الرزاق بعد 1.45 دقيقة على بداية نزالهما، لكن عند انتهاء مدة المباراة من دون أن يتمكن أحد المقاتلين من التغلب على خصمه، يقوم ثلاثة من الحكام بإعلان الفائز، بحسب إحرازه لأكبر عدد من النقاط.
وسليمان ليس اللبناني الوحيد الذي يمارس هذه الرياضة، بل هناك الكثير من اللبنانيين الذين سبقوه اليها، لكنه يعيب على بعضهم أنهم لا يمارسون مختلف انواع الرياضة، بل إن معظمهم لا يتدربون إلا على رياضة الـ «كيك بوكسينغ».
يذكر أن سليمان فاز بالعديد من البطولات في مختلف أنواع رياضة فنون القتال، حيث حاز كأس لبنان مرتين، وبطولة الاستقلال مرتين، وبطولة لبنان مرة واحدة، وبطولة الجامعات مرة واحدة أيضاً، علماً أنه شارك في بطولة العرب وحصل على المركز الثاني. وينتمي سليمان الآن الى نادي «ريفولوشن» الكندي، الذي يرأسه اللبناني الأصل أحمد الخطيب، ويقدّم هذا النادي العديد من المساعدات إليه، أهمها ما يحتاج اليه من تجهيزات للتدرّب، بسبب عدم توافرها في لبنان.
طارق سليمان لاعب لبناني، عصامي، بنى نفسه بنفسه ليأخذ المبادرة وحيداً في لعبة لم تكن موجودة أصلاً في لبنان، ليصبح على مقربة من تحقيق حلمه منذ الصغر، بالمشاركة في الـ «يو أف سي»، حيث بات على بعد فوز واحد منها فقط.