قد يكون تأهّل أي منتخب الى بطولة عالمية أو قارية حلماً ونعمة يحصل عليها اللاعبون واتحادهم ودولتهم. لكن في لبنان وتحديداً في كرة السلة أصبح تأهّل أي منتخب الى كأس آسيا كابوساً وبدلاً من أن يكون نعمة يتحوّل الى نقمة. فهناك منتخبان سلّويان من المفترض أن يشاركا قارياً في بطولة آسيا: المنتخب الأول والناشئين. وحتى الآن ما تزال خزينة الاتحاد فارغة من الأموال لكنها مليئة بالوعود بدفع المبالغ من قبل وزارة الشباب والرياضة. وتحتاج المشاركتان الى مبلغ 400 ألف دولار على أقل تقدير، اضافة الى وجود دين لرئيس الاتحاد جورج بركات يقارب الـ500 ألف دولار. ويبدو أن المسألة شارفت على نهايتها، إذ أشار مصدر مسؤول في الاتحاد اللبناني لكرة السلة الى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً، فإما أن تدفع الأموال، وإما أن يعلن الاتحاد انسحابه من البطولتين انطلاقاً من قناعة بأن الدولة اللبنانية غير مهتمة بمشاركة منتخبها في الاستحقاقين الآسيويين.
بالأمس سحبت قرعة بطولة آسيا للناشئين (دون 18 عاماً) في كرة السلة والتي يشارك فيها لبنان بقيادة المدرب سليم الشمالي الذي أطلق صرخة تعبّر عن واقع تحضيرات المنتخب التي بدأت مطلع تموز الجاري أي قبل شهر ونصف على البطولة، في وقت تتحضّر فيه جميع المنتخبات على أعلى مستوى ومنذ وقت طويل حتى أن المنتخب السوري توجّه الى روسيا في معسكر اعدادي رغم الأوضاع التي تشهدها سوريا.
وحلّ لبنان في المجموعة الأولى الى جانب الصين وهونغ كونغ والهند، في حين ضمت الثانية اليابان، كوريا الجنوبية، سوريا وسنغافورة. وهي المجموعة التي سيلعب لبنان مع أحد منتخباتها في حال تأهل الى الدور الثاني. أما المجموعة الثالثة فضمّت تايوان، إندونيسيا، البحرين ومنغوليا، والمجموعة الرابعة إيران، كازاخستان، الفيليبين والسعودية.
والمعلوم أن ثلاثة منتخبات تتأهل عن كل مجموعة الى الدور الثاني، حيث تنقسم المنتخبات المتأهلة على مجموعتين بواقع ست فرق في كل مجموعة قبل أن يتأهل 4 من كل منها الى دور الثمانية والتي تقضي بخروج الخاسر تلقائياً.
ورغم المعاناة التي يعيشها المنتخب اللبناني فإن اللاعبين والجهاز الفني مصرون على تقديم أفضل ما عندهم، خصوصاً أنهم يلعبون بعيداً عن الضغوطات، إذ لا يمكن أن تطلب شيئاً من مجموعة لا تقدم لها أي شيء، فليس هناك من معسكرات ولا مباريات تحضيرية باستثناء بعض اللقاءات مع فرق لبنانية، وهذا ما يؤثر على مستوى اللياقة البدنية للاعبين الذين سيلعبون تسع مباريات في عشرة أيام وهذا يتطلب جهوزية عالية، ولولا ذلك لما توجهت معظم المنتخبات الى الخارج للانخراط في معسكرات وخوض مباريات مع منتخبات أخرى.
واختار الشمالي مجموعة كبيرة من اللاعبين على أن يقلّص العدد الى 12 لاعباً، واللاعبون هم: علي مزهر، ايلي شمعون، حنا جوني نمر، جان عاصي، مارك أبي خرس، سامر بو رجيلي، طوني قزي، وائل عرقجي، كريم طباجة، طوروس مانديليان، زياد العلي، أندرو فرنسيس، فريد أبو جودة، جيرار حديديان، جيمي سالم، يعقوب الآغا، جوزف شرتوني، جورج الشويري، جان بيار باسيل، نايف خليل.