كان من المفترض أن تكون الأنظار متجهة خلال مباراة ألمانيا والسويد، الليلة في تصفيات مونديال 2014، على نجوم أمثال زلاتان إبراهيموفيتش في الجانب السويدي أو مسعود أوزيل وباستيان شفاينشتايغر في الجانب الألماني. إلا أن لاعباً بات يترقبه متابعو كرة القدم حالياً قبل غيره هو من سيستحوذ على جزء كبير من الاهتمام. لاعب طرق باب النجومية بسرعة هائلة. لاعب يمتلك كل شيء من صفات «السوبر ستار». من غيره... إنه ماركو رويس. نعم، رويس هو اللاعب الألماني الذي بات الأكثر متابعة حالياً. الجميع يرصدونه. يراقبون تحركاته. يستمتعون بفنياته. يُذهَلون لتسديداته، ويحتفلون لأهدافه.
رويس أو «رولس رويس»، كما أطلقت عليه صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار في ألمانيا، لم يحتج إلى كثير وقت حتى يبرهن أنه لاعب من خانة النجوم. منذ كان في الموسم الماضي مع بوروسيا مونشنغلادباخ أثبت هذا الشاب البالغ من العمر 23 عاماً أنه قادم بقوة إلى عالم النجومية حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا.
إلا أن هذا الموسم، شهد انفجار موهبة رويس على الساحة العالمية مع فريق المدينة التي ولد فيها بوروسيا دورتموند ومع المنتخب الألماني. رويس تمكن من تسجيل 6 أهداف حتى اللحظة في 9 مباريات بقميص دورتموند.
في المنتخب الألماني حدّث ولا حرج. الأرقام تحكي عن نفسها: 5 أهداف في 12 مباراة، آخرها هدفان في مرمى جمهورية إيرلندا في التصفيات. يكفي أن رويس أزاح لوكاس بودولسكي عن مركزه الذي احتله لسنوات طويلة.
ما هو مدهش في رويس فعاليته أمام المرمى؛ إذ من النادر أن يخطئ الشباك. سرعته هي نقطة قوته، فضلاً عن ذكائه المتقد وقدرته الفائقة على الحضور في المكان المناسب.
في ألمانيا، الأوصاف التي تطلق على رويس لا تعد ولا تحصى. هناك، يرون أن هذا الشاب هو مزيج من موهبة أوزيل وماريو غوتزه الفنية وبراعة كلوزه، وحتى غيرد مولر التهديفية.
بالفعل، من يراقب رويس لا بد أن يتوقف عند لاعب كامل. فهو قادر على صناعة الأهداف وتسجيلها في آن واحد. هو السهل الممتنع، كما يجدر وصفه؛ إذ إن رويس يؤدي المهمة بأسهل الطرق وأسرعها على حدٍّ سواء. في لحظة واحدة ينبعث من خلف الكواليس ليصنع الحدث. يضرب ضربته من دون سابق إنذار.
ألمانيا الآن كلها تتحدث عن رويس الذي سرق الأضواء من أوزيل، حتى إن البعض ذهب ليعتبر أن ماركو أفضل من مسعود. صحيفة «تي زد» رأت أمس، أن رويس لن يبقى في صفوف بوروسيا دورتموند، إذ إن عقده الجديد يتضمن بنداً يسمح بانتقاله مقابل 35 مليون يورو، وهو مبلغ لن تجده الفرق الكبرى كريال مدريد أو برشلونة أو مانشستر سيتي كبيراً مقابل هذه الجوهرة.
قد يرى البعض أن ثمة مبالغة حالياً في وضع رويس في مرتبة واحدة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسباني، والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة. هذا صحيح، لكن ما يقدمه هذا الشاب بات غير معقول، يفوق الخيال، وهو بفعاليته قبل كل شيء بدأ يقترب شيئاً فشيئاً من ثنائية رونالدو وميسي التي تستحوذ في الوقت الحالي على كل الأضواء. يكفي فقط تخيل رويس، وهو يلعب إلى جانب أندريس إينييستا وشافي هرنانديز وبدرو، أو الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي كريم بنزيما؛ إذ ليس مبالغاً القول إنه سيفعل ما يفوق الوصف.
باختصار، إذا ما استمر رويس في خطه التصاعدي هذا، فإن المعادلة ستتغير حتماً في المستقبل القريب. سيصبح السؤال (الذي يشغل الجميع حالياً) عندها على النحو الآتي: من تختار بين رونالدو وميسي ورويس للفوز بالكرة الذهبية؟