القاهرة ــ في الوقت الذي تعرض فيه نجوم كرة القدم المصرية للكثير من الانتقادات بسبب تأييد عدد كبير منهم، وخصوصاً من نجوم منتخب مصر، للرئيس حسني مبارك منذ بداية التظاهرات في 25 يناير، ثم التزام نجوم كثيرين آخرين الصمت إبان تصاعد الاحتجاجات، فإن المشكلة الأكبر لا تكمن في مواقف اللاعبين والمدربين، بل في الخسائر التي ستلحق أو لحقت فعلاً بالكرة المصرية بين الأندية والمنتخبات، والتي سيكون أبرزها توقف مسابقة الدوري الممتاز، بل احتمال كبير لإلغائها.وفي وقت لا يبدو فيه الشعب المصري مستعداً أو مهيأ، نفسياً على الأقل، لاستئناف متابعة المباريات المحلية في ظل الأحداث الدموية الأخيرة التي شهدت سقوط عدد كبير من الشهداء، خرج حازم الهواري عضو الاتحاد المصري بتصريح يؤكد فيه أن الأحوال الأمنية هي التي ستحدد استئناف الدوري المحلي، وهو ما يعني احتمالاً كبيراً لوقف النشاط الكروي إلى أجل غير مسمى، نظراً لاستمرار فرض حظر التجول وانتشار قوات الجيش ليلاً حيث تقام المباريات عادة، ولقصور أمني شديد لا يوفّر أمن المباريات.

ماذا سيفعل المنتخب؟

وتتوجه الأنظار الى منتخب مصر الأول، بطل أفريقيا، بعد إلغاء مباراته الودية المهمة أمام نظيره الأميركي اليوم في القاهرة، استعداداً نهائياً لمباراة مصر وجنوب أفريقيا في جوهانسبرغ الشهر المقبل، وهو ما يعني أن المنتخب قد يخوض هذه المباراة المصيرية له في مشوار تصفيات بطولة الأمم الأفريقية المقبلة.
علماً بأنه من الصعب أن يتمكن منتخب مصر من التجمع في معسكر أو السفر إلى جنوب أفريقيا إذا استمرت الظروف في ظل توقف الدوري واضطراب الوضع الداخلي، وهو ما يعني إما تأجيل هذه المباراة إلى أجل غير مسمى بقرار من الاتحاد الأفريقي «الكاف» أو انسحاب الفريق المصري اضطرارياً من التصفيات، مما يهدد بإقامة بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في غياب حامل اللقب في المرات الثلاث الماضية.
وبدا من تصريحات الهواري أنه ستكون هناك محاولات مضنية لاستئناف مباريات الدوري في أي موعد ممكن ولو اقتضى الأمر إقامة المباريات بدون جماهير، على أن يُضغَط جدول المباريات لإنهاء المسابقة في موعدها المحدد، علماً بأن هناك اتجاهاً للتضحية في هذه الحالة بمسابقة الكأس وما بقي فيها من مباريات.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بمصير منتخب الشباب المصري (دون عشرين عاماً)، الذي يفترض أن يشارك في بطولة الأمم الأفريقية للشباب في شهر مارس المقبل في ليبيا، وهي البطولة المؤهلة لكأس العالم (دون 20 عاماً).
وعموماً، يخشى المسؤولون عن الكرة المصرية اتخاذ أي قرار قريب باستئناف المسابقة لأن قراراً كهذا سيفسّره المتظاهرون في ميدان التحرير على أنه قرار يستهدف تحدي رغباتهم ومطالبهم بتغيير النظام، ويهدف إلى إلهاء المواطنين بالمباريات من جديد، مما يعني الرضوخ لمحاولات عودة الحياة المعتادة بكاملها رغم عدم تلبية مطلبهم الرئيسي بتنحّي الرئيس حسني مبارك «فوراً».
والمشكلة الأكبر تتمثل في أن الأندية المصرية التي تواجه أصلاً أزمات مالية طاحنة تواجه مشكلة الانهيار التام بسبب استمرار توقف الدوري المحلي، نظراً لارتباطها بتعاقدات باهظة مع لاعبيها وأجهزتها الفنية، وليس خافياً أن هناك أطقماً تدريبية أجنبية سيكون من حقها المطالبة بفسخ تعاقداتها والحصول على تعويضات، مثل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي، والبلغاري ميلادينوف المدير الفني لإنبي، وغيرهما.
والأندية المصرية المشاركة في بطولات الأندية الأفريقية ستتضرر جميعها، نظراً لصعوبة المشاركة في مباريات هذه البطولات في الداخل أو الخارج، وسيكون الزمالك أكثر المتضررين بطبيعة الحال، على اساس أنه لعب بالفعل خلال الاضطرابات مباراة الذهاب أمام ستارز الكيني في نيروبي وانتهت المباراة بفوز الزمالك بأربعة أهداف دون رد، غير أن مصير مباراة العودة ما زال غير واضح لصعوبة إقامتها في القاهرة في ظل الظروف الراهنة.
ومن الطرائف التي تتردد حالياً بين المصريين، أن نادي الزمالك «كتب عليه الشقاء» أو أنه «فريق منحوس»، لأنه كان الفريق المتصدر لمسابقة الدوري قبل توقف المسابقة، ويردّد مشجعو الزمالك حالياً مقولة:
«لقد تأكدنا أننا منحوسون، ففي السنة التي كان فيها الزمالك قريباً من الفوز بالدوري بعد سنوات من الغياب، تتوقف المسابقة نهائياً»!




حسن شحاتة ونجوم المنتخب والثورة

في خضم الصراع بين نظام مبارك والثورة المعارضة وحال الانقسام بين نجوم المنتخب، لم يسلم حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب مصر، من الانتقادات اللاذعة بسبب دعمه الصريح لبقاء مبارك في الحكم منذ بدء الأحداث، إضافةً إلى العلاقة الشخصية القوية التي كانت تربط بين مبارك ومعظم لاعبي المنتخب الأول وجهازه الفني. من هنا يبرز السؤال: كيف سيكون المنتخب؟