بغضّ النظر عمّا حصل والسيناريو الذي رافقه، إلا أن الأنصار «لعبها صح» ونجح «عقله المفكر» ببصماته «الواضحة» في إبقاء النادي في البطولة وعدم تسجيل سابقة بانسحاب ناد كروي من مسابقة قارية لأسباب مادية. وقد يقول البعض إن الأنصار انتظر الفرج من الشرق فأتاه من الغرب، لكن الأهم أنه نجح في تأمين الأموال وعدم إرهاق خزينته أكثر مما هي مرهقة، وخصوصاً في ظل تراكم الديون على النادي. وصحيح أن الأنصار لم يكن سباقاً، إذ إن التضامن صور سبقه في هذا الإطار على الصعيد المحلي، إلا أن بقاء ممثلين للبنان في البطولة القارية أمر جيد، لكن بشرط أن ينجح الأنصار في تخطي الأزمة الفنية بعدما نجح في تخطي الأزمة المادية.
أما بالنسبة إلى «أبو اللعبة» فقد استطاع الاتحاد اللبناني لكرة القدم أن يحافظ على «حصرية» الاعتذار عن عدم المشاركة في البطولات القارية على صعيد المنتخبات، ويبقى «رائداً» في هذا المجال وخصوصاً في ظل كمية الاعتذارات التي ترد في تعاميم الاتحاد (الغريب أنه لا يعتذر عن مشاركات إدارية كالجمعيات العمومية والاجتماعات...).

ماذا في التفاصيل؟

كانت الساعات السبع بين 12 ظهراً والسابعة مساء حاسمة لنادي الأنصار أمس. فحامل الكأس وممثل لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي أعلن انسحابه من البطولة قبل أن يعود ويؤكد مشاركته. القصة بدأت حين عقد رئيس نادي الأنصار كريم دياب مؤتمراً صحافياً، أمس في قاعة المؤتمرات في الملعب البلدي، أعلن فيه انسحاب فريقه رسمياً من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأسباب مادية. وجاء الانسحاب بعدما أوصدت جميع الأبواب في وجه الإدارة... إلا باباً واحداً. باب وزارة الشباب والرياضة الذي فتح بتدخل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
فرابطة جمهور الأنصار كانت قد ناشدت رئاسة الجمهورية التدخل لمساعدة الأنصار على تخطي أزمته المادية وتأمين الأموال لمشاركة الأنصار في البطولة القارية.
وعليه، حصل اتصال من مكتب رئاسة الجمهورية بمدير الفريق بلال فراج الذي وضعه في أجواء ما يحصل ليطلب ممثل الرئيس من إدارة الأنصار الاجتماع بوزير الشباب والرياضة علي عبد الله وطرح المشكلة.
وأمس، بعد المؤتمر الصحافي، عقد اجتماع مع الوزير عبد الله بمتابعة من الرئيس سليمان، وأثمر الاجتماع عن حصول الأنصار على مبلغ 100 مليون ليرة لبنانية ليصدر بيان من النادي يعلن العودة عن قرار الانسحاب. وأعطى الوزير عبد الله موافقة الوزارة الفورية على صرف مبلغ مئة مليون ليرة لبنانية وفق إحالة رسمية الى مجلس الوزراء، كما بادر عبد الله الى وضع إمكانات الوزارة في تصرف النادي لتأمين تأشيرات الدخول اللازمة بعد انتهاء الفترة القانونية لطلبها.
وبناءً عليه، قررت اللجنة التنفيذية لنادي الأنصار إرسال كتاب فوري الى الاتحاد اللبناني لكرة القدم للعودة عن قرار الانسحاب، والعمل على نحو طارئ للاتصال مع داعمي النادي ومحبّيه وأعضاء مجلس الأمناء لتأمين المبلغ اللازم لتسديد كامل المصاريف المطلوبة، وهي تتجاوز ضعف ما حصل عليه النادي من الدولة.



أسباب توقف الدعم الحريريّ

كانت أسباب توقف الدعم المادي من الرئيس سعد الحريري للأنصار، رغم استمراره للنجمة والرياضي، مثار تساؤلات خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس النادي كريم دياب، وهو أمر لم يستطع دياب الإجابة عنه، إلا أنه أكّد أن لا علاقة لأي مشكلة بين الحريري والرئيس الفخري للأنصار سليم دياب بتوقّف الدعم.