لم تكن جلسة تقويم الحكام الأسبوعية عادية، الثلاثاء على ملعب بيروت البلدي، إذ أقيمت الجلسة على وقع إيقاف حكمين في تعميم اللجنة العليا للاتحاد، بأسلوب رفضه الحكام، مشيرين الى أن هذا يمسّ بسمعتهم وكرامتهم ويترك آثاراً مدمرة على الجهاز التحكيمي. واستغرب الحكام سرعة قرار الاتحاد وقساوته على أحد أفضل حكامه هذا الموسم. وما أثار استياء الحكام أيضاً عدم احترام لجنتهم، واتخاذ القرار دون العودة الى جلسة الحكام (اتخذ القرار بناءً على تقرير أحد أعضاء اللجنة الذي لم يكن يعلم أن تقريره سيُستند إليه لإيقاف الحكام)، وهذا ما أساء الى لجنة الحكام التي بدأت تشهد تحسّنات على صعيد عملها منذ انطلاق مرحلة الإياب، إضافة الى الدور الإيجابي الذي بدأت تلعبه في إدارة الجهاز التحكيمي.
وطريقة اتخاذ اللجنة العليا هذا القرار أحرجت اللجنة، وهو ما دفعها الى التعبير عن رفضها لهذه الطريقة، بحضور عضو الاتحاد وعضو لجنة التحقيق جورج شاهين الذي يتابع جلسات التقويم منذ انطلاق مرحلة الإياب. ومن المحتمل إبلاغ هذا الاعتراض الى اللجنة العليا للاتحاد.
وشهدت الجلسة الأخيرة للحكام مداخلة من الحكم رضوان غندور، الذي أطلق صرخة ورفع الصوت، بعدما تعوّد الجميع السكوت، إزاء الوضع الذي وصلت إليه الأمور، معتبراً أن ما حصل جاء نتيجة تراكمات، وأن الاتحاد سعى الى حل مشاكله على حساب الحكام. ورفض غندور أن يكون الحكام ضحية ويتحملوا فشل الآخرين، مع عدم وجود من يحميهم، وخصوصاً أن هذا ليس الخطأ الأول أو الأخير، وهناك أخطاء ارتكبت سابقاً تحكيمياً وغير ذلك «وأنا أملك الشجاعة بالاعتراف بخطئي، لكن أتمنى أن يعترف الآخرون بأخطائهم».
وحذّر غندور من تداعيات تعاطي الاتحاد مع الحكام الذي قد يوصل الى مرحلة خطيرة، وهو لسان حال معظم الذين لن يسكتوا، ومستعدون للرحيل إذا لم يجدوا مؤسسة تحميهم. وتساءل «هل المطلوب أن يحرق أحد الحكام نفسه كي يشعر القيّمون بما يعيشه»؟
ما حصل من تشهير في تعميم الاتحاد والطريقة التي اتخذ فيها القرار لا يحصل في الدول المتخلفة. فهل هناك من سمع باتخاذ قرار بحق حكم في أي بلد أو بطولة قارية أو عالمية؟
ولفت الحكام الى أنهم ليسوا ضد العقوبة في حال حصول خطأ، لكن بطريقة تحمي الحكم ولا تشهّر به.

الشحف ... والرحيل

هذه الأجواء الملبدة بعواصف تحكيمية تقاطعت مع الأجواء القاتمة اتحادياً، وخصوصاً بعد تصعيد الإداري جهاد الشحف، الذي حضر جلسة الاتحاد الأخيرة من دون أن يشارك فيها، ووجه كلاماً قاسياً، مطالباً الأعضاء بالاستقالة، وهو أمر عاد وكرره في مقابلة تلفزيونية مع برنامج «غول» على شاشة المنار، حيث دعا الأعضاء جميعاً الى الرحيل بعدما أثبت الاتحاد فشله ودفن اللعبة أكثر فأكثر، وخصوصاً على صعيد التحكيم وعدم القدرة على إنقاذ الجهاز.

... والحكمة يطالب أيضاً

من جهته، رأى عضو الهيئة الإدارية في نادي الحكمة سمير نجم أن على هذا الاتحاد الرحيل، لأن الفرق أصبحت بين مطرقة الاتحاد وسندان المتمولين الذين يهربون نتيجة ما وصلت إليه اللعبة، وما يجري على صعيد الاتحاد. ويجب دخول العناصر الشابة الى الاتحاد لإنهاض اللعبة. ورأى نجم أن الاتحاد يستقوي على الحكمة لكونها بلا مرجعيّة سياسية، فيما لا يجرؤ على معاقبة نوادٍ أخرى، «فهل من المعقول إيقاف حكم مباراتنا مع ناصر بر الياس 15 يوماً، فيما يوقَف المدرب وسام خليل 6 أشهر، بينما شتم لاعبو بر الياس الحكم وهددوه ولم يعاقبوا»؟ وأشار الى أن نادي الحكمة لن يسكت بعد اليوم.