لا يتعب «السير» أليكس فيرغيسون. فبعد مسيرة مظفّرة قاد بها هذا المدرب الاسكوتلندي فريق مانشستر يونايتد الانكليزي الى التتويج بلقب الدوري المحلي 11 مرة، وهو قريب هذا العام من إضافة اللقب الـ12، وقاد «الشياطين الحمر» إلى الظفر بكأس دوري ابطال أوروبا مرتين، فضلاً عن باقي التتويجات في الكؤوس المحلية، فإن «السير» يبدو طامحاً الى مسيرة جديدة مع الفريق، رغم بلوغه سن الـ69. نعم، فبعد كثير من الشائعات التي طالته في السنتين الأخيرتين من اعتزامه التنحّي، وقد طرحت أسماء كثيرة من المدربين لخلافته، وبينها الالماني اوتمار هيتسفيلد مدرب منتخب سويسرا، فإن التعاقدات التي أبرمها «السير»، والتي ينوي إبرامها، تُظهر أنه يتطلع الى مرحلة جديدة من الإبداعات مع «الشياطين الحمر».
وبعد وصول كتيبته الى سن «الشيخوخة»، كالمدافع ريو فرديناند ولاعبَي الوسط بول سكولز والويلزي راين غيغز، فإن فيرغيسون بدأ يعدّ العدة لإدخال روح الشباب إلى الفريق، وهذه التعاقدات بالذات تظهر أن «السير» لا يبحث عن لاعبين نجوم من العيار الأول، بل عن لاعبين شباب، في إشارة واضحة الى عودته لبناء فريق جديد على غرار الفريق الذي انطلق معه أوائل التسعينيات.
هكذا، فقد كان فيرغيسون حريصاً كل الحرص، قبل حوالى 3 أشهر، على ضمّ النروجي المراهق ماتس ديهلي الذي يبلغ 15 عاماً، بعد صراع كبير مع أندية بايرن ميونيخ الألماني وأياكس أمستردام الهولندي وعدد من أندية الدوري الإنكليزي الممتاز. ويلعب ديهلي لأكاديمية ستابايك النروجي، وهو لن يتمكن من اللعب مع «الشياطين الحمر» قبل شباط من العام المقبل عند بلوغه سن الـ17، حيث يمكن إدارة مانشستر عندها توقيع عقد احتراف معه.
ولفت ديهلي الأنظار مع المنتخب النروجي للشباب (دون 15 عاماً) للمرة الأولى في بطولة كأس أوروبا للناشئين التي استضافتها فرنسـا قبل 4 أشهر، واستطاع أن يحصل على جائزة أفضل لاعب، وهو يشبه في أدائه الارجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الاسباني. ومن مميزاته أنه يستطيع اللعب كجناح أو صانع ألعاب أو مهاجم صريح، ويتوقّع له النقاد مستقبلاً باهراً.
أما ثاني اللاعبين الذين تتوجه بوصلة «السير» نحوهم فهو لاعب إفرتون الشاب جاك رودويل، الذي يراقبه فيرغيسون منذ 18 شهراً، بحسب الصحف البريطانية، وهو مثّل إنكلترا في منتخب دون 21 عاماً، ويجد فيه «السير» خير تعويض لسكولز الذي شارف على الاعتزال.
أما الشاب الثالث الذي يريده «السير» فهو الألماني ماركو روس، لاعب وسط بوروسيا مونشنغلادباخ، الذي يقدّم موسماً مميزاً في الدوري المحلي مع فريقه، من خلال تسجيله الأهداف وصناعته غيرها لزملائه، وقد مثّل منتخب ألمانيا دون 21 عاماً.
هذه الاستراتيجية التي يتّبعها فيرغيسون تدلّ إذاً على أن الرجل يطمح الى مرحلة جديدة من الإنجازات مع فريقه، ويمكن القول إن هذه الأسماء مع غيرها من النجوم، كواين روني والكوري بارك جي سونغ والبرتغالي لويس ناني، ستفتح من جديد أفقاً أمام مرحلة من الإبداعات وعودة «الشياطين الحمر» الى المعادلة الأوروبية لفرض هيبته من جديد عليها.



مانشستر يونايتد أو الاعتزال

لم يكشف اليكس فيرغيسون في تصريح سابق لشبكة «إي أس بي أن» عن الموعد الذي سيتنحى فيه عن تدريب مانشستر يونايتد، لكنه لم يخفِ أنه سيعتزل كرة القدم عند تركه «الشياطين الحمر»، قائلاً: «بالطبع من الأرجح أن يكون لي بعض الرغبة للعمل في إحدى الوظائف في «أولد ترافورد»، لكن الشيء الأهم هو أن يعزل الإنسان نفسه كاملاً».