احتاج الأهلي إلى مخاض عسير للحفاظ على لقبه بطلاً للدوري المصري لكرة القدم للمرة السابعة على التوالي، والمخاض عينه احتاجت إليه أيضاً الكرة المصرية للخروج من «موسم الثورة» بأقل الأضرار.وحسم الأهلي اللقب بعدما استغل انعدام توازن غريمه التقليدي الزمالك عقب ثورة «25 يناير»، فوجه الضربة القاضية الكبيرة للمقاولون العرب، متذيل الترتيب، بعدما اكتسحه 5ـ1 في المرحلة ما قبل الأخيرة، مقابل تعادل الزمالك مع وادي دجلة 1ـ1، في مباراة أعقبتها أحداث شغب أدت إلى إصابة 46 عنصراً من رجال الأمن.
ولتتويج الأهلي هذا الموسم حكاية خاصة؛ إذ إن المعطيات في بداية البطولة والترجيحات صبّت لدى القطب الثاني للعاصمة القاهرة، الذي يقوده التوأمان حسام وإبراهيم حسن على صعيد الإدارة الكروية والفنية. وبالفعل، مرّ «الشياطين الحمر» بفترة لا يحسدون عليها؛ إذ أنهوا مرحلة الذهاب في وسط الترتيب بفوزهم في 6 مباريات وتعادلهم في 8 مقابل خسارة واحدة أمام الإسماعيلي 1ـ3. وأثار هذا الأمر حفيظة الجماهير الحمراء التي طالبت برأس المدير الفني السابق حسام البدري، الذي سرعان ما استقال وحلّ بدلاً منه البرتغالي مانويل جوزيه الذي قاد الفريق في فترة سابقة لألقاب عدة محلياً وقارياً، وإلى المركز الثالث في كأس العالم للأندية عام 2007.
وأعاد جوزيه ترتيب صفوف الفريق، وأمل فور تسلمه أن يقود الفريق إلى مركزٍ متقدّم، حيث رأى أن اللقب بعيد المنال، وكل هذا قبل الثورة حيث تفوّق الجار اللدود بفارق 6 نقاط.
وفي مرحلة ما بعد النظام، انقلبت الأمور في القاهرة رأساً على عقب، فدخل الزمالك في دوامة نزف النقاط، والأهلي في مرحلة ممتازة توّجها بعشرة انتصارات وأربعة تعادلات، ما منحه أفضلية الفوز باللقب.
وعلى صعيد اللاعبين، بدّل الأهلي أجانبه بعد التعاقد مع الموريتاني دومينيك دا سيلفا والاستغناء عن الليبيري فرانسيس دوي واللبناني محمد غدار. واعتمد جوزيه على «الحرس القديم» المتمثل بالقائد أحمد حسن ونجم الوسط محمد أبو تريكة، مع منح فرصة أكبر لمحمد ناجي جدو بمواكبة محمد شوقي ووائل جمعة وأسامة حسني وحسام غالي؛ إذ إن البرتغالي يعرف إمكاناتهم جيداً.
ويمكن القول إن المراحل السبع الأخيرة أدت دوراً بارزاً في تجيير اللقب للأهلي الذي حقق فيها خمسة انتصارات وتعادلين مقابل فوز واحد للزمالك الذي بات يتطلع إلى الموسم الجديد منذ الآن. ولهذا الغرض، بدأ نشاطه في سوق الانتقالات. أضف أن مديره الفني حسام حسن، رأى أن فريقه بطل للدوري من دون تتويج، وأنه شرع في مرحلة الإعداد للموسم المقبل عقب تجديد إدارة النادي عقده وعقد شقيقه إبراهيم لموسمين إضافيين.
أما الإسماعيلي فهو الفريق الدائم الحضور؛ فقد أطلق استعداداته أيضاً للموسم الجديد، وبدأ ينشط في سوق الانتقالات، علماً بأن مرحلة واحدة باقية لإسدال الستار على البطولة الحالية.
وسيفتقد الموسم المقبل ناديين عريقين في تاريخ الكرة المصرية، هما المقاولون العرب والاتحاد السكندري، اللذان هبطا إلى الدرجة الثانية مع نادي سموحة.
وبتتويجه الأخير، رفع الأهلي رصيده في الدوري المصري إلى 36 لقباً، وهو اللقب الـ 109 في جميع البطولات في تاريخ النادي الذي تأسس عام 1907. وتوّج النادي أيضاً بلقب كأس مصر 35 مرة، وهي المسابقة التي أُلغيت هذا الموسم بسبب ثورة «25 يناير». وتزعّم الأهلي أيضاً «القارة السمراء» بعدما توّج بلقب دوري أبطال أفريقيا ست مرات، آخرها عام 2008، وهو يستعد لخوض الدور ربع النهائي للنسخة الحالية. كذلك تضم مجموعة ألقابه كأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس أربع مرات، والكأس السوبر الأفريقية أربع مرات والكأس السوبر المصرية ست مرات.