تعد الكرة الطائرة الأكثر انتشاراً في لبنان على صعيد المناطق، فهي غير مكلفة ولها متابعون وجمهور غفير، وقد تجلى هذا الأمر في بطولة لبنان التي تأخذ عادة طابعاً تنافسياً كبيراً. لكن «الغصة» لدى هذه اللعبة تبقى في إنجازاتها التي راوحت على الساحة المحلية، حيث لم يسبق لأي فريق لبناني أو المنتخب الوطني أن ظفر بلقب خارجي كبير، وهذا يعود الى غياب الدعم طوال الأعوام والعقود السابقة. وكانت الفرصة مؤاتية في الموسم الماضي لانتزاع أول لقب عربي عندما قدّم نادي الأنوار، بطل لبنان في العامين الماضيين، مستوى رائعاً في بطولة الأندية العربية التي أقيمت في السعودية، لكن خبرته لم تسعفه ليحلّ رابعاً بعدما تعرض لظلم تحكيمي. وسبق هذا الإنجاز فوز نادي الزهراء الميناء طرابلس بالنسخة الأولى من بطولة المشرق العربي. وتبدو الفرصة مؤاتية لتحقيق انجاز آخر عبر استضافة بطولة النوادي العربية في بيروت في شباط المقبل، إنما هذه الاستضافة التي تسبقها استضافة بطولة المشرق العربي أيضاً تبدو مهددة بالإلغاء بسبب ندرة المساعدات الوزارية. وكان مجلس الوزراء قد أقر عقب جلسته الأخيرة صرف مساعدة لاتحاد الكرة الطائرة للقيام بالأعمال اللوجستية والفنية لاستضافة البطولة قيمتها 400 مليون ليرة، لكن تأخّر براءة الذمة التي تصدر عن ديوان المحاسبة قد يؤدي الى التأخر في صرف المساعدة المنتظرة، وبالتالي إلى إمكان الاعتذار عن عدم استضافة البطولة إذا لم يتمكّن الاتحاد من الحصول على المساعدة في الوقت المناسب.
وإذا حصل هذا الأمر، فإن مصير هذه البطولة سيكون مشابهاً لبطولة آسيا في كرة الطاولة التي انتقلت من لبنان الى ماكاو، بعدما اعتذر الاتحاد المحلي عن عدم استضافتها في تموز الماضي، قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية ووزير الشباب والرياضة لإعطاء كل الضمانات اللازمة لإعادتها إلى لبنان فتأجلت ثم نُقلت. ومجلس الوزراء كان حاضراً أيضاً عندما صرف مساعدة بقيمة 750 مليون ليرة لاتحاد كرة السلة للاعتناء بالمنتخبات الوطنية، لكن مصيرها سيكون مماثلاً للكرة الطائرة إذا لم يقر ديوان المحاسبة براءة الذمة.
ويشير مصدر مطلع الى أن الديوان لم يصدر أي براءة ذمة لغالبية المساعدات التي تلقتها الاتحادات او الأندية الرياضية منذ 2002، ولا تزال ملفاتها مفتوحة في وزارة الشباب والرياضة!
بدوره، أشار رئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام في حديث لـ «الأخبار» الى أن المذكرة التي أصدرها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في شأن المساعدات بوجوب إبراء ذمتها قبل صرفها قد لا يمكن تطبيقها على القطاع الرياضي، الذي يجب إعفاؤه آنياً من أمر «براءة الذمة» لأنه سيكون على الاتحادات الانتظار طويلاً لصرفها، وبالتالي ستكون البطولات التي نطلب استضافتها تذهب أدراج الرياح. ورأى همام أن الشهر الجاري سيكون حاسماً لجهة الاستضافة من عدمها لكون الاتحاد لا يمكن أن ينتظر حتى اللحظة الأخيرة، إذ عليه إخطار الاتحاد العربي والاتحاد المشرقي بالأمر، مشدداً على التزامات الاتحاد تجاه الأندية التي تصرف مئات ألوف الدولارات لإعداد فرقها ولاعبيها. ولفت همام الى أن الأيام المقبلة ستشهد تحركاً واسعاً من الاتحاد تجاه الوزارة ورئاسة مجلس الوزراء وحتى رئاسة الجمهورية، وأمل أن تجد الأمور حلاً إيجابياً لما فيه مصلحة الرياضة اللبنانية.