بعد أقل من شهرين على منافسة ثمانية فرق درجة أولى ضمن بطولة الصالات، اختتمت الأسبوع الماضي بطولة الذهاب، لينطلق اليوم الإياب في ظل استعدادات منتخب لبنان لبطولة غرب آسيا في كانون الاول. وحملت مرحلة الذهاب عناوين عدة، بعضها كان مريحاً لأندية معينة وبعضها كان مزعجاً لأندية أخرى. فحين يحصد فريق 21 نقطة من أصل 21 ممكنة، وحين يتصدر مرحلة الذهاب بفارق خمس نقاط عن منافسه الأول، وحين يملك أعلى نسبة تسجيل بـ52 هدفاً ويحتل المركز الثاني دفاعياً بفارق هدف عن الأول، فلا شك في أن هذا الفريق راض تماماً عن مرحلة الذهاب. الكلام هنا على فريق الصداقة الذي كانت مرحلة الذهاب بالنسبة اليه جيدة، خصوصاً مع المشاركة بفريق طرأ عليه تغيير بنسبة 30% عن الموسم الماضي.
«لكن في مرحلة الإياب ستزداد المنافسة على نحو تصاعدي في ظل الصراع على المراكز المؤهلة»، يقول مدرب الصداقة حسين ديب عن المرحلة المقبلة التي سيدخلها المتصدر حامل اللقب بنكهة برازيلية بعد تعاقده مع البرازيلي أولمير دوكارموتكسييرا (19 عاماً).
مرحلة الذهاب بالنسبة للمنافس اللدود أول سبورتس صاحب المركز الثاني فقد كانت متوسطة على صعيد منافسته مع الصداقة، إذ خسر أمامه 0 - 3 ويبتعد عنه بخمس نقاط بعد تعادله مع الندوة القماطية. لكن الفترة الماضية لم تكن سيئة لفريق «الأسود»، إذ تميّز الفريق بالانضباط العالي مع عدم تلقيه أي بطاقة حمراء، برأي رئيس النادي وليد هلال، المرتاح إلى الروح التي تسيطر على الفريق وتعاطي لاعبي الاحتياط مع اللاعبين الأساسيين. ورغم التطور الفني للفريق بعد تراجع كبير في «فاينال فور» الموسم الماضي وحل الكثير من المشاكل، فإن المشكلة التي لم تحل بعد برأي هلال هي مسألة التهديف والفاعلية أمام المرمى (سجل الفريق 45 هدفاً)، وخصوصاً في المباريات الكبيرة، وهي النقطة الأبرز التي سيعمل عليها الجهاز الفني. هذا الجهاز، بقيادة دوري زخور، جرى تطعيمه بالمدرب الصربي دييان دييدوفيتش الذي درّب فريق AUST لفترة قصيرة. وهي خطوة جرى تفسيرها على أكثر من صعيد، خصوصاً أن دييدوفيتش جاء ليساعد واحد من أفضل مدربي لبنان في اللعبة وهو زخور، اضافة الى اعتبار البعض أن هذه الخطوة تشير الى وجود خلل فني في الفريق. لكن هلال أوضح حقيقة الموضوع كاشفاً عن أن زخور هو من طلب التعاقد مع دييدوفيتش بهدف اضافة اللمسة الأوروبية على الفريق، خصوصاً أن هذه اللعبة تعتبر اوروبية. كذلك فإن ادارة النادي تهدف الى الاستفادة من علاقة دييدوفيتش باللاعب الصربي الذي ضمه الفريق وهو باتريك درنديتش (30 عاماً) كي يدخل الأخير سريعاً في أجواء أول سبورتس.
واذا كان تصدر الصداقة للترتيب وحلول أول سبورتس ثانياً أمراً منطقياً، فإن حلول فريق جامعة القديس يوسف في المركز الثالث برصيد 13 نقطة يعتبر مفاجأة، تجعل فريق اليسوعية الحصان الأسود في مرحلة الذهاب. فهذا الفريق الذي يعتمد على طلاب الجامعة ومتخرّجيها أحرج معظم الفرق الأخرى وتخطاها، فهو يحتل مركزاً أفضل من قوى الأمن الداخلي الرابع بـ12 نقطة والندوة القماطية صاحب المركز الخامس بـ11 نقطة. واحتلال قوى الأمن للمركز الرابع ليس صدفة، فالفريق تطور بنحو لافت عن الموسم الماضي مع ارتفاع في مستواه ودرجة انضباط لاعبيه في الملعب، وهذا ما سمح له بالتفوق على الندوة القماطية في ختام الذهاب. هذا الختام الذي كان سيّئاً لفريق القماطية، إذ تراجع من المركز الثالث الى الخامس، وهذا ما ترك علامات استفهام حول أداء الندوة، مع أنه نجح في احراج المتصدر رغم خسارته أمامه وعادل الوصيف وأبعده أكثر عن الصدارة. أما بالنسبة إلى باقي الفرق، فقد كانت نتائجها متفاوتة نتيجة ضعف الامكانيات، وبقي الأضعف فريق الشباب البترون الذي لم يسجل أي فوز أو تعادل، وحلّ في المركز الأخير.
نقطة أخرى يجب التوقف عندها، وهي التطور الذي حصل في الأداء التحكيمي، إذ غابت الأخطاء الحاسمة، وكذلك الاعتراضات على صفارات الحكام، فكانت الأصداء إيجابية. مدرب الصداقة حسين ديب رأى أن أداء الحكام كان الأفضل منذ سنوات، وهو ما وافق عليه رئيس أول سبورتس وليد هلال ولكن بحذر، معتبراً أن الحكام لم يوضعوا تحت الضغط بعد، وبالتالي لا يمكن الحكم عليهم تماماً. ويعتبر غياب الأخطاء أمراً إيجابياً للجهاز التحكيمي الذي يجب أن يلق دعم الأندية ولجنة كرة الصالات أيضاً، اذ يلاحظ عدم ذكر أسماء الحكام الذين يقودون مباريات البطولة في النشرة الاعلامية التي ترسلها اللجنة. فالاعلان عن أسماء حكام المباريات يشجعهم، كما يكشف وجود حكام جدد يجري إشراكهم في بعض المباريات كباتريك حرفوش، ريم الشامي، عبد الله غيث، الذين أثبتوا حضورهم في الذهاب، إضافة الى حكام أكثر منهم خبرة وعلى رأسهم فادي قلاجيان ونبيل سعيد وفادي القارح وعلي أمين.
تبقى مسألة الحضور الجماهيري الذي لم يكن كبيراً في الذهاب باستثناء لقاء الصداقة وأول سبورتس، وهذا ما يحمّل الأندية مسؤولية العمل على تحفيز جماهيرها، وخصوصاً الأندية التي تمثل مناطق أو جامعات. ولعل الخطوة التي قام بها الاتحاد بإعطاء حقوق نقل المباريات مصورة لأحد المواقع الاكترونية قد يساعد على تشجيع الجمهور.
■ تنطلق مرحلة الإياب اليوم، فيلعب القلمون مع الشباب البترون عند الساعة 16.30 على ملعب مجمع الرئيس لحود، والندوة مع مضيفه الصداقة عند الساعة 18.00. وتختتم المرحلة غداً بلقاءي AUST مع قوى الأمن الداخلي (لحود - 16.30) وأول سبورتس مع اليسوعية (السد - 19.00).



باكو يتابع التمارين

سيكون المدرب الإسباني باكو أراوجو الذي سيشرف على المنتخب اللبناني حاضراً في مرحلة الإياب، حيث سيراقب اللاعبين في البطولة. وقد بدأ باكو بمتابعة تمارين الفرق، إذ حضر أول من أمس تمرين الصداقة، كما حضر أمس تمرين فريق أول سبورتس الذي أقيم بإشراف المدرب دييان دييدوفيتش بسبب سفر المدرب دوري زخور.