هو ملعب قد يكون الأشهر في بيروت، فعليه كانت تقام دورات 16 آذار والأضحى وكأس لبنان والدوري اللبناني. ومنه انطلق اتحاد 1985، ولطالما كان مركز اجتماعات انتخابية. فيه اجتمعت الأندية مرات ومرات، ومنه انطلقت مقررات وأسقطت اتحادات. هو ملعب الصفاء الذي تحول في فترة الحرب الى الرئة التي تتنفس منها كرة القدم اللبنانية عبر الدورات الشعبية التي كانت تجمع الطوائف في عز الحرب فتمتلئ المدرجات دروزاً وشيعة وسنة ومسيحيين. لا أحد يسأل الثاني عن طائفته بل يسأله عن الفريق الذي يشجعه. أحد الزملاء الذين يتابعون كرة القدم المحلية يقول «أنا لا أتذكر من كرة القدم اللبنانية سوى ملعبي برج حمود والصفاء». ملعب الصفاء ستفتقده العاصمة بيروت، هو ملك لوقف الروم وجرى بيعه الى شركة يملكها رجلا الأعمال بدري ويوسف غيث. وتجري مفاوضات بين المالكين الجدد وادارة نادي الصفاء، ويتولى قيادته رئيس مجلس الأمناء بهيج أبو حمزة، لتحديد قيمة التعويض الذي سيحصل عليه النادي نتيجة وجود عقد إيجار قديم وبالتالي يجب دفع «خلو» للمستأجرين في حال أرادت الشركة من نادي الصفاء إخلاء الأرض. وتبلغ مساحة الملعب والمرافق الأخرى ما يقارب الـ11.800 متر. وبقدر ما يشكل هذا الموضوع ضرراً للكرة اللبنانية عموماً ولنادي الصفاء خصوصاً، الا ان الأخير قد يخرج رابحاً من ناحية قيمة التعويض التي قد تصل الى 8 ملايين دولار اضافة الى قطعة أرض في منطقة الشويفات سيقدمها المالكون الجدد وتقوم ادارة الصفاء ببناء المنشآت عليها دون أن يكون للنادي ملكية لها. لكن هناك مشكلة تواجه الصفاء في هذا المجال وتتعلق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم. فالمعلوم أن الملعب جرى تأهيله وفرشه بالعشب الاصطناعي من قبل مشروع «فيفا غول» وافتتح في 8 تشرين الثاني 2008 على أن يستفاد منه على صعيد المنتخبات الوطنية. وهناك عقد موقع بين الاتحاد الآسيوي وإدارة نادي الصفاء لم تنته مدته بعد، وبالتالي فهناك التزامات على النادي تجاه الاتحاد الآسيوي والاتحاد اللبناني لكرة القدم. وعليه، فإن ادارة الصفاء قد تكون ملزمة بالتعويض للاتحاد اللبناني مادياً أو نقل المشروع الى الملعب الجديد. لكن الصفاويين لم يحسموا أمرهم بعد في ما إذا كانوا سيفرشون الملعب بالعشب الاصطناعي أو يزرعونه عشباً طبيعياً، كما ان هناك توجهاً إلى استشارة أخصائيين لمعرفة ما اذا كان ممكناً فك العشب الموجود حالياً على الملعب وفرشه على أرضية الملعب الجديد.
ولا شك في أن خبراً كهذا سيكون محزناً لكل من يتابع أو يمارس كرة القدم اللبنانية، لكن هذه هي «سُنّة المال» القادرة على محو تاريخ وماضٍ في سبيل المستقبل المادي.



المفاوضات ما زالت جارية

كشف رئيس مجلس أمناء الصفاء والرجل القوي في النادي بهيج أبو حمزة أن المفاوضات ما زالت جارية ولم تحسم الأمور بعد، لكنه اكّد أن العقار جرى بيعه من قبل مطرانية الروم، والحديث يدور حالياً مع المالكين الجدد حول قيمة التعويض. وأشار أبو حمزة الى أن الأمور قد تحسم في فترة تراوح بين الشهر والشهر ونصف على أبعد تقدير.