مشاغب، لا مبالٍ، غريب الاطوار، متغطرس... هذا أقل ما يوصف به الايطالي ماريو بالوتيللي مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي من قبل الصحافة والرأي العام. كل شيء في بالوتيللي يوحي بغرابته عن محيطه: من تسريحة شعره الى الأوشام التي تملأ جسده. لا يكل ولا يمل بالوتيللي من المشاغبة، واذا ما أردنا ان نحصي المشاغبات التي اقدم عليها منذ ان لمع نجمه قبل سنوات قليلة لاحتجنا الى صفحات لا بل الى كتب.لكن لنبق في آخر أفعال «الولد المشاغب» وابتكاراته. بالوتيللي يُطلق الالفاظ النابية ويعتدي بالضرب على ميكا ريتشاردز زميله في سيتي لأنه لم يمرر اليه الكرة. واقعة أغضبت كثيراً مدربه ومواطنه روبرتو مانشيني الذي توجّه اليه قائلاً: «أنا أسأله: لماذا أنت دائماً؟».
وعند الحديث عن مانشيني فإن لوعة هذا الرجل تحديداً من لاعبه المشاغب لا حدود لها. بات بالوتيللي كابوساً على مواطنه. بالوتيللي يؤرق مانشيني في نومه، أخباره تزعجه في اوقات استجمامه، ألفاظه تجعله يلفظ الطعام الذي يأكله على المائدة، ذكر اسمه ينغّص عليه حياته... لكن رغم كل شيء فهو متمسك به ومعجب بموهبته التي لا ينفك يشيد بها بين الفينة والأخرى، لعل تشجيعه لماريو يضبط من تصرفات الاخير، لكن هيهات. ها هو بالوتيللي في اليوم التالي وقبل انطلاق لقاء فريقه امام تشلسي يقوم بـ«سرقة» قفازات زميله الارجنتيني سيرجيو أغويرو ويرتديها خلال المباراة لإحساسه بالصقيع. حسناً، لن يعلّق مانشيني على الحادثة، لا شك في أن الرجل قال في قرارة نفسه ضاحكاً: «ولد ويلهو».
نحن الآن في أوائل الاسبوع الجاري، الجميع يبحث عن بالوتيللي في مدينة مانشستر. أين ماريو؟ الكل يتساءل. مانشيني يكاد وجهه ينخطف مناجياً بأن تكون الأضرار التي «من المفترض» ان تصدر عن بالوتيللي في اختفائه «محدودة». الرجل كان يبتهل والباقون يبحثون عن «الولد المشاغب». فُرجت. بالوتيللي رصد وهو متخفٍّ بزيّ «بابا نويل» ويجول في طرقات مانشستر حيث كان يستوقف المارة ليوزع عليهم الهدايا والاموال. مانشيني اول من تنفس الصعداء. في لحظة واحدة محيت كل الصور البشعة التي حفظتها مخيلته عن ظهر قلب عن بالوتيللي. تناسى الرجل في لحظة ان مواطنه تعرض قبل فترة للتحقيق من قبل الشرطة للاشتباه في ارتباطه برجال مافيا في نابولي في بلاده. ذهب سريعاً من باله مشهد بالوتيللي وهو يحرق جزءاً من منزله بسبب لهوه مع اصدقائه بالمفرقعات. كان مانشيني فرحاً كثيراً في تلك اللحظة.
هنا احدهم يصرخ: «بالوتيللي مجنون». بالوتيللي مجنون؟ يتساءل الجميع. «الولد المشاغب» يخرج عن صمته. ينتفض من مكانه ويقول كلمته: «لست مجنوناً كما يقول بعض الناس رغم أنني أكون مسلياً في بعض الأحيان. أنا مستعدّ لتحمل المسؤولية حتى لو كان الناس يعتقدون أنني لا أستطيع ذلك»، مواصلاً: «يبدو أنهم يتحدثون عن حياتي الخاصة أكثر من حديثهم عن أدائي في الملعب. هذا طبيعي لكنه يزعجني. إذا لم افعل ما افعله فسأكون سخيفاً، لكنني لست مجنوناً على الإطلاق».
بالوتيللي هو بالوتيللي اذاً. المشاغب. اتركوه وشأنه «انه ولد ويلهو».



دروغبا معجب ببالوتيللي

قد يعتقد البعض أنه ليس هناك معجبون بتصرفات «الولد المشاغب»، لكن الواقع غير ذلك، إذ ابدى قبل أيام نجم تشلسي الإنكليزي، العاجي ديدييه دروغبا اعجابه بماريو بالوتيللي، الإنسان واللاعب. وقال دروغبا: «أنا أحب بالوتيللي، فهو شخصية مرحة جداً، ويحب كرة القدم كثيراً. أعدّه إضافة ممتازة للدوري الإنكليزي».