قد تبدو آمال منتخب لبنان الأولمبي ضعيفةً مقارنةً بالمنتخبات القوية المشاركة في بطولة غرب آسيا للاعبين دون الـ 23 عاماً التي تستضيفها مدينة جدّة السعودية بين 3 تشرين الثاني الجاري إلى 15 منه. ووفقاً لبرنامج المباريات، يفتتح منتخب لبنان مشواره في المجموعة الأولى يوم غدٍ الخميس، بمواجهة المنتخب القطري عند الرابعة مساءً بتوقيت بيروت، ويلتقي يوم 6 تشرين الثاني مع المنتخب العماني في التوقيت عينه. لكنّ هذه التجربة تحمل أهمية قصوى تتخطى هذا المنتخب بل تصل أصداؤها إلى المنتخب الأول، فإذا صحت التوقعات وأقيمت كأس آسيا للرجال في كانون الثاني 2024 سيكون عددٌ كبير من هؤلاء اللاعبين نواةً للمنتخب الأول، حيث هناك عدد لا بأس به من اللاعبين المتقدّمين في السنّ.
أثبت لاعبو المنتخب الأولمبي أنفسهم في الدوري المحلي حيث يشارك معظمهم كأساسيين في الفرق (طلال سلمان)

من هنا، قد لا تبدو النتيجة مهمة أو منتظرة سواء كانت إيجاباً أو سلباً بل الأهم هو اختبار ما يمكن أن يقدّمه هؤلاء اللاعبون الذين أظهروا أنهم يملكون إمكانات فردية جيّدة، وهم الذين أثبتوا أنفسهم في الدوري المحلي حيث يشارك معظمهم كأساسيين في الفرق التي يدافعون عن ألوانها لا بل إن معظمهم يلعبون أدواراً مؤثرة وبات لا غنى عنهم في تشكيلات هذه الفرق.

بلا تحضيرات فعلية
وفي خضمّ الإيجابيات، تطفو سلبية عدم التمكن من إعداد المنتخب بشكلٍ مثالي عبر معسكرات خارجية ومباريات دولية، لتكون النقطة الأساس التي سيعوّل عليها المدير الفني يوسف الجوهري هي الروح القتالية والإصرار الذي ظهر على شبانه الذين يجتهدون أسبوعياً للحفاظ على مراكزهم الأساسية في فرقهم.
وفي هذا الإطار يقول الجوهري في حديثه إلى «الأخبار»: «لدينا مجموعة جيّدة جداً من المواهب في كل الخطوط، ولديّ ثقة في أنهم قادرون على تقديم الإضافة والارتقاء إلى مستوى التحدي وشقّ طريقهم باتجاه المنتخب الأوّل من خلال تثبيت أقدامهم على الساحة الدولية التي تنقصهم خبرتها الأساسية، لذا فإن هذه المحطة هي مهمة جداً في عملية بناء منتخبٍ قوي للمستقبل».
وكان الجوهري قد عمل وفق فترات متقطّعة مع لاعبيه بحيث إن بداية مشوار التحضيرات انطلق في حزيران الماضي من خلال استدعائهم إلى التمارين ثلاث مرات أسبوعياً، لكن ما إن بدأ الموسم عبر البطولتين التنشيطيتين والدوري العام، حتى بات من الصعب المواظبة على تنفيذ برنامجٍ تدريبي ثابت، فلم يجتمع اللاعبون سوى في فترات التوقف الدولية، ولم يقتصر خوضهم للمباريات سوى على لقاءٍ ودي مع فريق البرج خرجوا منه فائزين بهدفٍ وحيد. وتلت هذه المرحلة حصة تدريبية وحيدة أسبوعياً.
ويعتبر الجوهري أن أكثر ما يضرّ في عملية الإعداد هو عدم لعب المباريات «فهي تخلق الانصهار ضمن المجموعة وترفع من مستوى الكيميائية والانسجام وتعزّز اللعب الجماعي، وهذا ما قد يفتقده منتخبنا إذا أردنا أن نكون واقعيين». ويتابع: «عندما تسلّمت المنتخب كنت آمل أن أحصل على فرصة إقامة معسكرات ومباريات لكنّ ظروف البلد المعروفة للجميع صعّبت تنفيذ أي خطة، لكن استعداداً للتصفيات الأولمبية سنقوم بتنظيم ثلاثة معسكرات».
يفتتح منتخب لبنان مشواره يوم غد الخميس بمواجهة المنتخب القطري عند الرابعة مساءً بتوقيت بيروت


لا خوف من الخصوم
من هنا ليس معلوماً ما سيكون عليه نسق اللعب اللبناني في غرب آسيا حيث سيواجه منتخبنا قطر وعُمان، فالمنافس الأول انخرط معظم لاعبيه في معسكرٍ أخيراً مع منتخب الرجال الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم على أرضه، بينما شارك الثاني في دورة خليجية، لتكون المعلومات عنهما ضئيلة، وهما بالتأكيد لا يعرفان الكثير عن المنتخب اللبناني كونه لم يلعب أي مباراة منقولة تلفزيونياً.
ويعقّب الجوهري قائلاً: «نحن مجهولون بالنسبة إليهم، وهي نقطةٌ قد تكون مفيدة لنا، لكن أيضاً بصراحة لم أتمكن من جمع الكثير من المعلومات عنهما بل شاهدت مباريات قليلة، لذا سيكون الاعتماد الأول على ما سيؤديه اللاعبون على أرض الملعب بثقة ورجولية».
وينفي مدرب الصفاء الحالي أن يكون قد فكّر باللعب بخطة دفاعية بحتة لتفادي الهزائم، شارحاً: «يجب أن نكون حاضرين بدنياً ونضغط عالياً ونشغل المساحات ونهاجم فيها ونغلق مساحات أخرى دفاعاً. سنلعب بطريقة تليق بالمواهب التي جمعناها لأنه من غير المقبول ألا تكشف عن إمكاناتها الحقيقية».
حديث المدرب الوطني تملؤه الثقة رغم أن المنتخبات الأولمبية السابقة كانت لديها المواهب الفذّة، لكنها لم تحقق الكثير «الفارق بين المنتخب الحالي وسابقيه، أقله في الفترة القريبة الماضية هو الرهبة التي كانت تتملّك اللاعبين، لكن في تشكيلتي الآن من يتمتع بقلبٍ قوي، وقد أثبت لاعبونا في الدوري أنهم لا يهابون أحداً». ويتابع: «عملنا يجب أن ينصب على حرمان المنافس من الكرة لنبقيها معنا لأطول فترةٍ ممكنة. نحن لسنا بالعدائين لنركض خلف الكرة والمنافسين طوال الوقت. علينا أن نستحوذ وألا نخاف من الفشل لأنه إذا لم نفشل لن نتعلم الدروس المفيدة».



لائحة أولمبية غير نهائية


أظهر معظم عناصر المنتخب الأولمبي شخصية قوية في مباريات الدوري ستخفف كثيراً من عمل المدرب يوسف الجوهري (الصورة) في الجانب البسيكولوجي، وستعطي إضافة مهمة ومريحة، وهو برأيه قد اختار العناصر الأفضل، وقد ردّ على سؤالٍ حول بعض الأسماء التي لم تدخل إلى لائحته مثل نجم خط وسط منتخب الشباب ونادي شباب الساحل علي الفضل قائلاً: «كانت الأفضلية للعمر المناسب أولمبياً ولو أنني استدعيت لاعبين من منتخب الشباب للحاجة إليهم في مراكزهم. بطولة غرب آسيا ليست نهاية الطريق، إذ إن الباب سيبقى مفتوحاً في المرحلة المقبلة لخروج لاعبين من التشكيلة الحالية ودخول لاعبين آخرين». أما اللاعبون الذين غادروا صباح أمس مع المنتخب إلى جدة، فهم: لحراسة المرمى: هادي كنج، ربيع صالحة وهادي سعد. للدفاع: علي الرضا إسماعيل، محمد الحسيني، عبد الرزاق دكرمنجي، ماكسيم عون، محمد الموسوي، اليكس رطل، حسن قعفراني وعلي الموسى. للوسط: جواد كوثراني، محمد حيدر، سعيد العلي، علي شعيتو وحسن سرور.
للهجوم: علي الحاج، سعيد سعد، محمد المصري، كريم مكاوي، محمد ناصر، حسن حويلا ومحمد صادق.
ويشارك في البطولة 6 منتخبات وهي: السعودية، لبنان، البحرين، سوريا، عُمان وقطر، تم توزيعها على مجموعتين بواقع 3 منتخبات في كل مجموعة.