لم يحُل فارق الأعوام الـ16 بين اليابانية ناومي أوساكا ومثلها الأعلى في كرة المضرب، الأميركية سيرينا وليامس، في تفوّق الأولى على الثانية في نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز، بعد مباراة شهدت جدلاً وصل إلى حد وصف الأميركية الحكم بأنه «لص».ودخلت أوساكا المباراة النهائية وهي مصنفة 19 عالمياً، وستتقدم الأسبوع المقبل إلى المرتبة السابعة، بعد فوزٍ جعل منها أول لاعبة من بلادها تحرز لقباً كبيراً في بطولات كرة المضرب.
بين ليلة وضحاها، اكتسبت أوساكا (20 عاماً) موقعاً مهماً في اللعبة التي لا تزال تتلمس خطواتها الأولى فيها كمحترفة. لقب فلاشينغ ميدوز (أميركا المفتوحة) كان الثاني لها، بعد لقب دورة إنديان ويلز الأميركية في وقت سابق هذا العام، واللاعبة الشابة نشأت في اللعبة في ظل هيمنة سيرينا (36 عاماً).
وقالت أوساكا بعد الفوز في نيويورك: «كان حلمي دائماً أن أواجه سيرينا في نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة»، قبل أن تلتفت نحوها وتضيف «أنا ممتنة فعلاً لأنني تمكنت من اللعب معك. شكراً لك». وفي المؤتمر الصحافي، قالت أوساكا: «عندما حضنتني (سيرينا) بين ذراعيها، شعرت كأني طفلة مجدداً».
ولم تكن اللاعبة ذات الشعر الطويل قد بلغت الثانية من عمرها يوم توجت سيرينا بلقبها الأول في فلاشينغ ميدوز 1999. في النهائي بينهما، حرمتها اليابانية من لقب سابع في نيويورك، ومن لقبها الرابع والعشرين في البطولات الكبرى، والذي كان سيتيح لها معادلة الرقم القياسي الذي تحمله الأسترالية مارغريت كورت. اللافت أيضاً، أن أوساكا تمكنت من الحفاظ على هدوئها في مباراة شهدت جدلاً حاداً بين سيرينا والحكم كارلوس راموس الذي وجه إليها تحذيراً، بدايةً على خلفية ما افترض أنه توجيهات تتلقاها من مدربها خلال اللعب، وصولاً إلى حسم نقطة منها بعد تحطيمها المضرب، وختاماً بمنح شوط لأوساكا عقاباً لسيرينا التي وصفته بـ «اللص» واتهمته بالكذب.
ولقيت أوساكا إشادةً واسعةً في اليابان بعد تتويجها، لا سيما من رئيس الوزراء شينزو آبي الذي شكرها لمنحها «الطاقة والإلهام لكل اليابان»، بينما اعتبرها مستخدمون لمواقع التواصل أنها «فخر» للبلاد رغم أصولها المختلطة.
لم تكن أوساكا قد بلغت الثانية من عمرها يوم توجت سيرينا بلقبها الأول في فلاشينغ ميدوز 1999()

ثنائية عائلية
ورغم أنها بدأت مسيرتها الاحترافية في أيلول/سبتمبر 2013 ولا تزال تعد من «الحديثات العهد» بين لاعبات كرة المضرب، إلا أنّ أوساكا تمكنت من فرض حضورها على أرض الملعب.
ولم يكن تتويجها بلقب دورة إنديان ويلز مفاجئاً، لا سيما بعدما أقصَت من الدور الأول المصنّفة أولى عالمياً سابقاً ماريا شارابوفا، وسيمونا هاليب في نصف النهائي، قبل أن تحرز اللقب على حساب الروسية داريا كاساتكينا.
وكان حلم والد أوساكا بأن يجعل من ابنتيه ناومي وماري (22 عاماً)، ثنائياً في كرة المضرب كذلك حقق ذلك ريتشارد وليامس مع ابنتيه سيرينا وفينوس. لكن هل اتبعت الشقيقتان المسار نفسه؟ ليس تماماً. ففي الأسبوع الذي توجته ناومي بلقب فلاشينغ ميدوز وجائزة مالية تصل الى 3,8 مليون دولار، كانت شقيتها ماري، المصنفة 367 عالمياً، تخرج من الدور ربع النهائي لدورة صغيرة في سويسرا يبلغ مجموع جوائزها 60 ألف دولار. إلا أنّ ناومي لا تنفك تشيد بالأثر الكبير لشقيقتها على مسيرتها. وقالت: «لو لم تكن شقيقتي موجودة، أعتقد أنني ما كنت لأصل، كانت تهزمني بنتيجة 6-صفر حتى بلغت الخامسة عشرة. لا أدري ماذا حصل ذات يوم، لكنني غلبتها 6-2. لا أعتقد أنه لا يمكن الحديث عن تنافس بين لاعبتين فازت إحداهما على الثانية 6-صفر لـ15 عاماً».