يتجه باريس سان جيرمان إلى إقالة مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في ظل عدم تحقيق النتائج المرجوّة. كان النادي الباريسي يستهدف في السابق النجم الكبير زين الدين زيدان لخلافة بوكيتينو، لكنّ الجهود تعثّرت، حيث من المتوقع أن يتولى زيدان تدريب المنتخب الفرنسي بعد نهائيات كأس العالم المقبلة.هكذا، بات المدير الفني لنادي العاصمة الإيطالية روما، البرتغالي جوزيه مورينيو، أحد أبرز المرشحين لتدريب باريس سان جيرمان انطلاقاً من الموسم المقبل وفقاً لما هو سائد في الوسط الرياضي. حقّق «PSG» اللقب المحلي خلال الموسم الأخير، لكنّ المعيار الأساسي للنجاح في أعين الإدارة والجماهير، يتمثل بالاستحقاق الأوروبي الكبير أي دوري أبطال أوروبا، الذي تبدّد على عتبة ريال مدريد في الدور الـ16 رغم قيام النادي الباريسي بسوق انتقالات تاريخي ضمّ خلاله العديد من اللاعبين أبرزهم قائد «الميرينغي» السابق سيرجيو راموس وأسطورة برشلونة ليونيل ميسي. فور نهاية الموسم، تولى البرتغالي لويس كامبوس منصب مدير المشروع الرياضي لباريس سان جيرمان ليحل مكان البرازيلي ليوناردو وفق ما أعلنت الصحافة الفرنسية، وهو ما قد يعزز من فرص قدوم مورينيو إلى باريس نظراً إلى العلاقة الجيدة التي تجمع الثنائي البرتغالي منذ أن عملا معاً في ريال مدريد.
تاريخ مورينيو كفيل بإظهار معدنه. هو من مدربي النخبة عن جدارة واستحقاق. أدار «السبيشل وان» عدداً من أكبر الأندية في عالم كرة القدم خلال مسيرته وفاز بألقاب الدوري في البرتغال وإنكلترا وإسبانيا وإيطاليا. لديه أربعة ألقاب أوروبية باسمه كمدرب أيضاً، حيث تُوج بدوري أبطال أوروبا مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلانو الإيطالي كما حمل لقب الدوري الأوروبي خلال فترة وجوده في مانشستر يونايتد ليعزز حصيلته بلقب دوري المؤتمر الأوروبي خلال الموسم الأخير مع روما.
إدارة النادي الفرنسي مهتمة بمورينيو، حيث تعتقد أنه سيعزز فرصها في الفوز بدوري أبطال أوروبا. يدرك باريس سان جيرمان أنه في حاجةٍ ماسة إلى تغيير ثقافة النادي، ومن المؤكد أن مورينيو سيجلب الكثير على هذا الصعيد.
سبق أن أكد المدرب البرتغالي سعادته العارمة برفقة روما، مشيداً بتضافر جهود الجميع لإنجاح المشروع، لكن فرصة باريس سان جيرمان قد تكون مغرية بالنسبة إلى مورينيو الذي لم يفز بأي بطولة دوري منذ موسم 2014/2015. كان ذلك في إنكلترا برفقة تشيلسي. العرض الباريسي سيجعل «السبيشل وان» في موقفٍ صعب عاطفياً، على أن تتضح المعالم أكثر خلال الأسابيع المقبلة.

هل ينجح مورينيو؟
النقطة المشتركة بين الطرفين هي اللهفة للنجاح. مورينيو لاستعادة اسمه بين مدربي النخبة وباريس سان جيرمان لاعتلاء منصة دوري أبطال أوروبا. لكن، ورغم الاتفاق على النتيجة، فإن المعادلة لن تكون سهلة أبداً. يتميز مورينيو بشخصيته «المتغطرسة» واتّباعه أسلوب «المدرسة القديمة» بحيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة له، الأمر الذي حال دون نجاح محطاته الأخيرة بالشكل المطلوب إثر عدم مواكبته تطور الكرة. اللاعبون أصبحوا «أصولاً» بالغة الأهمية بالنسبة إلى الأندية. هم أساس مداخيل الخزائن إثر النتائج المترتبة عن أدائهم والتسويق المرفق بقيمتهم الجماهيرية وما إلى ذلك... أما المدرب، ورغم كونه المحرك الأساسي للأحجار، فقد صار في نظر الملاك والأجهزة الإدارية عنصراً يسهل استبداله مقارنةً ببعض اللاعبين. بالنسبة إلى نادي باريس سان جيرمان، فإنه يضم كوكبةً من النجوم تتقاضى أكبر فاتورة أجور في أوروبا. يمتلك الفريق أسماءً كبيرة مثل ليونيل ميسي، سيرجيو راموس ونيمار، دون إغفال كيليان مبابي الذي جدّد عقده مع الفريق قبل أسابيع مقابل تسلّمه بعض الصلاحيات الإدارية، والتي ستجعل كلمته أعلى من مورينيو في حال حطّ البرتغالي رحاله داخل حديقة الأمراء. ُيعد مورينيو المدرب الأنسب لامتصاص الضغط، ظهر ذلك جلياً في مختلف محطاته من خلال المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها. تبقى غرفة الملابس وأسلوب اللعب عقبتين أساسيتين أمام المدرب البرتغالي في حال تأكّد توقيعه لصالح باريس سان جيرمان.