عادت مدينة جبلة، جنوبي محافظة اللاذقية، لتتصدر أخبار الموت المخيّمة على الأراضي السورية، إثر انفجار سيارة في الشارع المحاذي للملعب البلدي من الجهة الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً وسقوط أكثر من 30 جريحاً، بينهم أطفال ونساء.
وجبلة التي ضربها الإرهاب أمس، معروفة بين السوريين بـ«عاصمة الشهداء»، نسبة إلى آلاف الضحايا من أبنائها في صفوف الجيش. التفجير العنيف باغت، مجدداً، المدنيين عبر سيارة مفخخة انفجرت على زاوية الملعب البلدي الواقع على أطراف حي العمارة. ويضم الشارع الذي شهد التفجير، بعض المحالّ التجارية الصغيرة والأكشاك التي يعتاش منها فقراء المدينة و«دراويشها»، فيما روّاده هم الأكثر فقراً، الذين يتعمد الإرهاب جعلهم هدفاً سهلاً له، ليس في سوريا فحسب. وبدت الأضرار المادية كبيرة في الشارع إضافة إلى احتراق عدد من السيارات، فيما عملت القوى الأمنية مباشرة على منع تجمع الناس، خشية حدوث تفجير ثانٍ يستهدف عدداً أكبر من الموجودين، وهو سيناريو محتمل ووقع سابقاً.
وبعد تأمين المكان، بدا موقع التفجير محجّة للمسؤولين الحكوميين، بعدما وصل وزيرا الداخلية والإدارة المحلية إلى المكان لمعاينة الأضرار. وعُرف بين الشهداء الملازم أول جعفر زيد صالح، وهو نجل رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب اللواء زيد صالح.
الكشف عن أسماء الضحايا جعل اسم صالح يتصدر أخبار وسائل إعلام المعارضة، ليجري تصدير الحدث كأنه كان استهدافاً دقيقاً من المخططين للتفجير، ضد الطالب في الكلية البحرية، وبصفته ابن قائد تلك اللجنة.
اللافت خلال التعامل مع فاجعة المدينة الساحلية مضاعفة فرق الإسعاف جهودها لإسعاف الجرحى وإنقاذهم، رغم فقدان الإمكانات الطبية اللازمة للتعامل مع حدث كهذا، في ظل أن المستشفى الوطني في المدينة يمتلك إمكانات مستوصف صغير، ما دعا المستشفيات الخاصة في المدينة إلى استيعاب الحالات الطارئة، علماً بأن رئيس الحكومة وضع الحجر الأساس، الشهر الماضي، لمشروع بناء مستشفى مجهز في جبلة. ويشار إلى أن هذا التفجير يأتي بعد أيام من استهداف تنظيم «داعش» إحدى الدوريات الأمنية، خلال احتفالات رأس السنة في مدينة طرطوس، جنوبي جبلة، ما أدى إلى مقتل شخصين.