نفى نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني، أبو الفضل حسن بيغي، أن تكون بلاده هي من نفذت ضربة صاروخية على مواقع في هضبة الجولان، أمس، مؤكداً أن «الجيش السوري هو من قام بالضربة الصاروخية»، وذلك بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» الروسية. وقال حسن بيغي، في حديث للوكالة، إن «إيران ليس لها علاقة بالصواريخ التي أُطلِقَت أمس على إسرائيل، ولو كانت إيران من قامت بذلك لأعلنّا فوراً». وأضاف: «عندما تعدّى علينا داعش، وقرّرنا الرد قمنا بهجوم صاروخي على مواقع للتنظيم في دير الزور، وأعلنّا ذلك فوراً».وبشأن التصريحات الإسرائيلية بتحميل إيران مسؤولية الضربة الصاروخية على الجولان، وتدميرها مواقع إيرانية في سوريا، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني: «لا وجود عسكرياً لإيران في سوريا، ولا قواعد، وإسرائيل تكذب، ومن قام بالضربة أمس هو سوريا، وهو ردٌّ على الاعتداءات المتكررة على هذه البلد». وأكد أنّ «على إسرائيل أن تعي أن الأوضاع تغيّرت ولن يمرّ اعتداء من دون ردّ».
في هذا السياق، أكّدت القيادة العامة للجيش السوري أنّ العدوان الإسرائيلي الجديد، «الذي تصدى له أبطال جيشنا البواسل، يؤكّد مرة جديدة يقظتهم وجاهزيتهم للدفاع عن عزة الوطن وسيادته ضد أي عدوان». وقالت، في بيان: «بكفاءة نوعية وجاهزية عالية، تمكّنت منظومات دفاعنا الجوي من التصدي وتدمير قسم كبير من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية فجر اليوم، التي كانت تستهدف عدداً من مواقعنا العسكرية على أكثر من اتجاه». وأشارت القيادة إلى أن «وصول عدد من صواريخ العدوان الإسرائيلي، سبّب ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة اثنين آخرين بجراح، إضافة إلى تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية».
وزارة الخارجية السورية أشارت من جهتها إلى بدء «مرحلة جديدة من العدوان على سوريا». ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إنّ «دخول الكيان الصهيوني وداعميه في المواجهة مباشرةً، بعدما كان متخفّياً وراء أدواته الإرهابية يؤشر إلى أنّ مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت مع الأصلاء بعد هزيمة الوكلاء». يأتي ذلك، بحسب المصدر، «رداً على هزيمة أدواته من المجموعات الإرهابية». وأكد أن «هذا السلوك العدواني للكيان الصهيوني لن يفلح في إحياء المشروع التآمري المهزوم في سوريا، ولن يؤدّي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة، الأمر الذي يشكل تهديداً جدياً للأمن والسلام الدوليين».

نتنياهو: إيران تجاوزت خطاً أحمر
قال رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليقاً على العدوان التي شنّته حكومته أمس على سوريا، إن «إيران تجاوزت خطاً أحمر بإطلاقها صواريخ على إسرائيل من سوريا». وأضاف في شريط فيديو نُشر على موقع تويتر أن «إيران تجاوزت خطاً أحمر، وردُّنا كان متناسباً. جيش الدفاع شنّ هجوماً واسعاً جداً ضد أهداف إيرانية في سوريا».

روسيا: 28 طائرة إسرائيلية قصفت 60 صاروخاً
في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن نظام الدفاع الجوي السوري أسقط أكثر من نصف الصواريخ الجوية والتكتيكية، التي أطلقتها إسرائيل الليلة الماضية. وأفادت بيانات الوزارة بأن «مواقع انتشار القوات المسلّحة الإيرانية تعرّضت للهجوم، بالإضافة إلى وسائل الدفاع الجوي السورية بالقرب من دمشق وجنوبي سوريا». وأشارت إلى أن الدفاع الجوي السوري أسقط أكثر من نصف الصواريخ الإسرائيلية. وذكرت الوزارة أن إسرائيل استخدمت 28 طائرة من طرازي «إف-15» و«إف-16»، لإطلاق نحو 60 صاروخاً على مناطق مختلفة من سوريا، كذلك أطلقت إسرائيل من أراضيها أكثر من 10 صواريخ تكتيكية. وقالت الوزارة إنه يجري تحديد الأضرار الناجمة عن الأضرار، التي لحقت بالقوات المسلّحة الإيرانية والبنية التحتية العسكرية والمدنية في سوريا.
على خلفية التصعيد، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إيران وإسرائيل إلى «الحوار». وقال، خلال مؤتمر صحافي، إنّ اللجوء إلى القوة «اتجاه مثير للقلق، ننطلق من مبدأ أن كلّ المسائل يجب أن تحلّ عبر الحوار». وأضاف أن موسكو حذّرت، حتى خلال اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، «من أيّ عمل يمكن أن يكون استفزازياً».
وأكّد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أن الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، هي «عمل مخطّط له بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ما أصبح الحلقة التالية في سلسلة الاستفزازات الأميركية الإسرائيلية ضد إيران».
أما نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، فقد أكد أن تأزّم العلاقة بين إسرائيل وإيران أمر خطير ويصرف الانتباه عن محاربة إرهابيي «داعش». وقال في مؤتمر صحافي خلال قمة «روسيا — العالم الإسلامي» في قازان، إن «التأزّم الحالي بين إسرائيل وإيران وتبادل الضربات أمر خطير، لأنه يصرف الانتباه عن محاربة داعش والإرهابيين، ويعرقل التسوية في سوريا».

واشنطن لـ«كل الأمم»: أدينوا إيران
أما البيت الأبيض، فقد ندّد بـ«القصف الصاروخي الايراني الاستفزازي على مواقع إسرائيلية»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في التحرّك للدفاع عن نفسها». وقال، في بيان، إنّ «نشر النظام الإيراني منظومة صواريخ هجومية في سوريا تستهدف إسرائيل تطوّر غير مقبول وخطير جداً لكل منطقة الشرق الاوسط». وتابع: «يتحمّل الحرس الثوري الإيراني المسؤولية كاملة عن عواقب تصرفاتهم المتهورة، وندعوه وندعو الميليشيات التابعة له، بمن فيها حزب الله، إلى عدم الذهاب أبعد من ذلك في الأعمال الاستفزازية»، موضحاً أن «الولايات المتحدة تدعو أيضاً كلّ الأمم إلى القول بوضوح إن أعمال النظام الإيراني تشكل تهديداً جدياً على الأمن والاستقرار الدوليين».

أوروبا أيضاً تحمّل إيران المسؤولية
وعلى الرغم من النفي الإيراني، إلا أن ذلك لم يمنع الدول الأوروبية من مواصلة إلقاء اللوم على طهران في ما يتعلّق بالضربات التي طاولت الجولان المحتل، وقد أدان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «الهجمات الصاروخية الإيرانية على قوات إسرائيلية»، وحثّ الجمهورية الإسلامية على الكفّ عن أي تصرفات قد تزعزع استقرار المنطقة. وقال جونسون، إن «المملكة المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات الصاروخية الإيرانية على القوات الإسرائيلية‭.‬.. ندعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وأضاف: «ندعو إيران إلى الكف عن أي تصرفات لا تؤدي إلا إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة. من المهم تفادي مزيد من التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أحد». وفي بيان لاحق، قال جونسون: «من المهم تجنّب أي تصعيد إضافي لن يكون في مصلحة أحد».
كذلك، دعا المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، روسيا إلى استخدام نفوذها في سوريا لمنع تكرار هجمات أخرى. وقال إن «القوات الإيرانية أطلقت الصواريخ على قواعد الجيش الإسرائيلي، ندين هجوم إيران على إسرائيل التي لها الحق في الدفاع عن نفسها».
وزارة الخارجية الفرنسية طالبت، من جهتها، إيران بـ«الامتناع عن أيّ استفزاز عسكري، وحذّرتها من كل مغريات الهيمنة الإقليمية». وقالت المتحدثة باسم الوزارة الفرنسية إن «باريس تعبّر عن قلقها البالغ بعد الضربات التي استهدفت مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان. وتذكّر بتمسّكها الراسخ بأمن إسرائيل، وتدين أيّ محاولة للإساءة إليه». وشدّد البيان على «ضرورة تحلي جميع الأطراف بضبط النفس لتجنب تصعيد خطر للتوترات في الشرق الأوسط». وفي إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران وإعراب الرئيس إيمانويل ماكرون عن تأييده العمل على اتفاق «أوسع» مع طهران، أوضحت المتحدثة أنّ «هذا هو السبب الذي يحمل فرنسا على أن تتمنّى بدء تفاوض مع إيران في إطار أوسع يشمل أنشطتها النووية وبرنامجها البالستي وحلّ أزمات المنطقة».
من جهتهما، دعا كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى «نزع فتيل التصعيد» في المنطقة، وذلك في بيان مشترك خلال حفل تسليم جائزة أوروبية إلى ماكرون في ألمانيا.
وكان ماكرون قد دعا إلى «نزع فتيل التصعيد» بين إسرائيل وإيران، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، فيما نددت الحكومة الألمانية بإطلاق صواريخ على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، معتبرة أنه «استفزاز خطير» من قبل إيران. وأعلنت وزارة الخارجية، في بيان، أن «الضربات استفزاز خطير نندد به بشدة»، مضيفة أن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن النفس». وتابعت الوزارة: «لكن من المهم جداً في الوقت نفسه نزع فتيل التصعيد»، مضيفة أن «هذا معناه أن علينا بذل كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي دائم للنزاع في سوريا».
كذلك، رأت ميركل، أن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام». وقالت إن الوضع «معقد للغاية»، داعية كل الأطراف إلى «ضبط النفس».

البحرين: من «حق إسرائيل الدفاع عن نفسها»!
في تصريح لم يكن مفاجئاً، أعربت البحرين عن تأييدها للعدوتن الإسرائيلي على سوريا، ورأت أنّه «يحقّ لإسرائيل الدفاع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر».
وقال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، عبر حسابه في «تويتر»: «ما دامت ايران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة، واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة، ومنها إسرائيل أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر».