أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، يوم أمس، أنّها قرّرت سحب مستشاريها الموجودين في منبج، بعدما تولّوا تدريب المجلس العسكري المؤلف من مقاتلين محليين، وذلك غداة الإعلان عن اتفاق حول «خريطة طريق» بين واشنطن وأنقرة حول منبج. «تلقى مجلس منبج العسكري ضمانات ببقاء قوات التحالف الدولي بقيادة أميركية في المدينة الواقعة في شمال سوريا التي من المقرر أن ينسحب منها عشرات المستشارين الأكراد في الأيام المقبلة»، هذا ما أكّده قيادي محلي لوكالة «فرانس برس»، اليوم. وتنتشر في مدينة منبج قوات أميركية وفرنسية من التحالف الدولي، بعدما تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، ويعمل مجلس منبج العسكري بإشرافها، من طرد تنظيم «داعش» منها قبل نحو عامين، بمعاونة قوات التحالف.
وأعلن مجلس منبج العسكري اليوم، في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه شرفان درويش، أن عملية الانسحاب (القوات الكردية) «ستجري في الأيام المقبلة»، مؤكداً قدرة مقاتليه على «حفظ أمن منبج وحدودها ضد أيّ تهديدات خارجية». وأوضح قائد مجلس منبج العسكري محمد مصطفى أبو عادل، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده المجلس في المدينة، لوكالة «فرانس برس» أنه «قبل التوصل الى اتفاق (تركي-أميركي) عقدنا اجتماعات مع قيادات رفيعة المستوى في التحالف الدولي، أكّدوا لنا أنهم باقون في منبج ولن يتخلوا عنها بأي بشكل من الأشكال». وأضاف أبو عادل أن «قوات التحالف الدولي موجودة بشكل أساسي على الجبهات وفي الخطوط الأولى وهي على رأس عملها». وأكد أن «ليس لدينا علم بأي شيء عن الاتفاق الأميركي- التركي حتى اللحظة»، مضيفاً: «في الأيام القليلة المقبلة، سيكون هناك اجتماع لمجلس منبج العسكري مع قيادة التحالف الدولي مخصص لنقاش هذا الموضوع». كما قدّر أبو عادل عدد المستشارين الأكراد الموجودين حالياً في المدينة بـ«العشرات». ورداً على سؤال لوكالة «رويترز»، عمّا إذا كان المجلس العسكري سيقبل بوجود عسكري تركي في المنطقة، قال متحدث باسم المجلس إنه «لن يقبل بذلك».

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو اليوم، أنّ «تطبيق خريطة الطريق بين واشنطن وأنقرة حول مدينة منبج السورية الاستراتيجية سيسمح بإعادة بناء الثقة بين الحليفين (أنقرة وواشنطن)»، المختلفين على عدة ملفات. وفيما أشار جاويش أوغلو في حديث إلى وكالة «فرانس برس» إلى أن «واشنطن لم تفِ بوعودها سابقاً»، أكد أن خريطة الطريق «يجب أن تطبّق، وإلا فإنّ الثقة ستنهار»، وقال: «أعتقد أن الولايات المتحدة أدركت أنها مسألة أساسية».