كلّما اقترب موعد لقاء جو بايدن - رجب طيّب إردوغان أواخر الشهر الحالي، كلّما ازدادت سخونة الأوضاع في الشمال السوري، حيث تبدو المنطقة مقبلة على تطوّرات ميدانية ربّما تعيد رسم خارطتها. والظاهر، وفق المؤشّرات الظاهرة إلى الآن، أن تركيا لن تمانع، في ظلّ الإصرار الروسي - السوري على بدء عملية في إدلب، رفع يدها عن طريق «M4»، لكنها تريد في مقابل ذلك تعويضاً يمكن إردوغان تصديره في الداخل كـ«إنجاز». ومن هنا، يأتي تحشيدها ضدّ منطقتَي تل رفعت ومنبج، واللتين ترى فيهما، إلى جانب الأهداف التكتيكية، هدفاً استراتيجياً يحقّق لها تقطيع أوصال مناطق القوى الكردية، التي تدأب، على خطّ موازٍ، على إنهاكها وإضعاف بنيتها العسكرية، عبر ما يبدو أنها «حرب مسيّرات» بدأت في الشمال. لكن الانقضاض التركي على المنطقتَين المذكورتَين يظلّ مرهوناً باعتبارات عدّة، على رأسها موقف الصديق الروسي، الذي لن يمانع على ما يبدو منح أنقرة هديّة إضافية، وإن في حدود حسابات ضيّقة وصعبة