بعد أيام من سلسلة اجتماعات عقدها المسؤولون الروس مع نظرائهم الأتراك في إسطنبول، وبعد بضع ساعات من اتّصال هاتفي بين الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، أعاد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الحديث عن انفتاح بلاده على إعادة العلاقات مع دمشق، واضعاً قضية اللاجئين السوريين في مقدّمة القضايا التي ترغب بلاده في حلّها. وجاء ذلك في وقت أعاد فيه إردوغان التذكير بموقف بلاده الرافض للسياسة الأميركية في سوريا، مجدّداً اتّهام واشنطن بـ«دعم الإرهاب»، في ما يبدو متساوِقاً والأرضية التي وضعتها موسكو للتقارب بين أنقرة ودمشق، والمتمثّلة في رفْض الوجود الأميركي في سوريا وسحْب ورقة اللاجئين من طاولة المفاوضات. وعلى رغم التشاؤم الذي يسود الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا في شأن إمكانية المصالحة مع سوريا، وأيضاً العقبات التي لا تزال تعترض طريق تطبيق الخطّة الروسية البديلة من العملية التركية البرّية في الشمال السوري، إلّا أن التطوّرات الأخيرة تنبئ بأن موسكو استطاعت تجميد النيّة التركية مؤقّتاً، وأن طريق أنقرة - دمشق (السياسية) ليست مغلَقة تماماً