تعتزم «فايسبوك» توظيف عشرة آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس المقبلة، للعمل على تطوير عالم «ميتافيرس» الرقميّ الموازي، والذي يطمح إلى تحقيقه مؤسس الشبكة الاجتماعية الأميركية العملاقة ورئيسها، مارك زاكربرغ.
ما هو الـ«ميتافيرس»؟
الشرح الكلاسيكي لهذا المصطلح، هو أنه عالم افتراضي، يمكن الدخول إليه عبر نظّارات الواقع الافتراضي «VR». لكن فعلياً، يتّجه الإنترنت كلّه لأن يكون داخل الـ«ميتافيرس». وجوهر الاختلاف هنا، أنه في عالمنا اليوم، يحتاج المستخدم إلى هاتف أو لوح ذكي أو حاسوب لاستخدام الإنترنت، ويتم ذلك داخل العالم الحقيقي. وعلى سبيل المثال، أنت تقرأ هذا النص وكل شيء من حولك حقيقي. في حين أنه بعد دخول المستخدم إلى الـ«ميتافيرس»، عبر نظّارات الواقع الافتراضي، يمكن له أن يوجد على كوكب آخر أو في مكان افتراضي للعمل، وبدل أن يكتب منشوراً على منصّة «فايسبوك»، يمكن له أن يلتقي بأصدقائه افتراضياً على سفح جبلٍ، داخل كوكبٍ آخر، في مجرّة بعيدة. عملياً، إن أفضل توصيف لـ«ميتافيرس»، هو أن المستخدم سيكون داخل الإنترنت، وسيتمكّن من الوجود افتراضياً في عوالم رقمية.

في هذا الفيديو نبذة عن منصّة «هورايزن» الافتراضية من «فايسبوك».


بالعودة إلى خبر «فايسبوك»، اعتبر المسؤولان الكبيران في الشركة التي تضم راهناً 63 ألف موظف، نيك كليغ وخافيير أوليفان، في مقال، أن «هذا الاستثمار هو بمثابة منح الثقة لقوة صناعة التكنولوجيا الأوروبية وإمكانات المواهب التقنية الأوروبية».

واعتبر زاكربرغ في تموز الفائت أن «الميزة الرئيسية للميتافيرس ستتمثّل في الوجود والشعور بالوجود فعلاً مع الناس».

وأوضح أيضاً في مقابلة بالفيديو خلال معرض «فيفاتك» في حزيران الفائت، أن الأمر لا يقتصر على توفير «تجربة جديدة رائعة» بل يؤدّي كذلك إلى إطلاق «موجة اقتصادية يمكن أن تؤمّن فرصاً للناس في العالم كله».

ويأتي إعلان «فايسبوك» فيما تواجه الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرّاً لها، ضغوطاً عدة وتحتاج إلى إعادة تحسين صورتها المتضررة جرّاء اتّهامها بتجاهل الآثار الاجتماعية السلبية لأنشطتها.

وكان آخر ما سُجّل في هذا المجال، اتّهام الموظفة السابقة في «فايسبوك»، فرانسيس هوغن، الشبكة بأنها تجعل المراهقين يدمنون استخدام منصّاتها.

وتُعتبَر «فايسبوك» أصلاً من الشركات الرائدة عالمياً في مجال الواقع الافتراضي من خلال خوذة «أوكولوس»، التي تنتجها شركة تحمل الاسم نفسه، استحوذت عليها المجموعة عام 2014 مقابل ملياري دولار.

وأعلنت «فايسبوك» في أيلول الفائت، أنها عيّنت مديراً جديداً للتكنولوجيا لديها، هو مدير قسم الواقع الافتراضي والواقع المعزز «فايسبوك رياليتي لابس»، أندرو بوسوورث، الذي يُعتبر بحكم موقعه أحد متخصصيها في مجال «ميتافيرس».

إلا أن الشركة الأميركية العملاقة ليست الوحيدة التي تراهن على هذا العالم الافتراضي.

فشركة «إبيك غايمز» المطوّرة للعبة «فورتنايت»، أعلنت أن قسماً من الأموال البالغة مليار دولار التي جمعتها هذه السنة من مستثمريها، ستخصص لـ«ميتافيرس».

وعلى «ديسنترالاند»، وهي منصّة على الإنترنت تُعتبر واحدة من رواد «ميتافيرس»، أصبح من الممكن الآن الحصول على وظيفة مدير لعبة في كازينو افتراضي.