لا يزال مشروع السيارة ذاتية القيادة، الذي تحضّر له «آبل» بسريّة كبيرة، بعيداً عن التحقق بعد ثماني سنوات من الطموحات الكبيرة والتغييرات في الإدارة، بحسب تحقيق نشره موقع «ذي إنفورميشن»، أمس.
ولم تعلن الشركة المصنّعة لهواتف «آي فون» يوماً على الملأ أنها تعمل على تطوير سيارة ذاتية القيادة، رغم التسريبات الكثيرة في هذا المجال منذ سنوات.

وذكر موقع «ذي إنفورميشن» استناداً إلى مقابلات مع حوالى عشرين شخصاً قال إنهم جزء من المشروع، إن المجموعة العملاقة خاضت غمار مجالات عدة، بينها ما يتعلّق خصوصاً ببرمجية القيادة الذاتية المعنية برصد العوائق المحتملة وتعديل القيادة وفق المقتضى.

وخلافاً لمجموعة «تيسلا» التي تختبر وتعدّل تدريجياً خصائص القيادة الذاتية في برمجية مركباتها، أو «وايمو» (التابعة لـ«غوغل») و«كروز» التي بدأت اختبار مركباتها وروبوتات الأجرة التابعة لها، تعتزم «آبل» طرح سيارات مستقلّة القيادة بالكامل للمستهلكين، وهو رهان ينطوي على مجازفة أكبر مالياً وتقنياً، وفق المقالة.

وأشار الموقع إلى صعوبات واجهها المشروع المسمّى «تايتن»، بينها محاولة تصنيع سيارة جديدة بالكامل، ومغادرة كوادر مخضرمين الشركة، خصوصاً بسبب نقص الدعم من الإدارة.

وشدّد الموقع على أن «المهندسين خسروا وقتاً ثميناً في إعداد رحلات تجريبية في مسارات محددة باستخدام تكنولوجيا تعمل في هذا الموقع لكن ليس في أي نقطة أخرى».

وتُجري «آبل» اختبارات على نماذجها التجريبية، مع سائق للتّدخل في حالات الطوارئ في لوس أنجليس وسان دييغو وبمحيط بحيرة تاهو.

لكن إحدى المركبات التجريبية كادت في مطلع العام الحالي أن تصدم أحد المشاة حين كانت تسير بسرعة 25 كيلومتراً في الساعة، وخلص تحقيق داخلي إلى أن المأساة كادت تقع لولا تدخّل سائق الطوارئ في اللحظات الأخيرة، بحسب المقالة.

ومنذ وفاة مؤسسها ستيف جوبز عام 2011، لم تحقق «آبل» أي خرق بارز باستثناء ساعتها المتّصلة بالإنترنت «آبل ووتش»، فضلاً عن توسيع أنشطتها في قطاع الخدمات.

وأشار موقع «ذي إنفورميشن» إلى أن ما يقرب من ألف شخص يعملون حالياً على برنامج «تايتن» الذي يكلّف مليار دولار سنوياً، من أصل 22 ملياراً تنفقها آبل في مجال البحوث والتطوير.