مهدي السيّدذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم أن يحدد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فترة زمنية تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع كي يقدم «موقفاً معدلاً» بالنسبة إلى البناء في مستوطنات الضفة الغربية ومبدأ «دولتين للشعبين». وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي، فإن أوباما معني بأن يُنهي صياغة خطة أوّلية للتقدم في مسيرة السلام في الشرق الأوسط يعرضها في بداية شهر تموز.
وكان أوباما قد انضم، أول من أمس، إلى اللقاء الثنائي الذي عقده وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز. وقد وُصف اللقاء بأنه «مفاجئ»، واستمر قرابة 15 دقيقة.
وفور انتهاء اللقاء، اتصل باراك بنتنياهو ورئيس الأركان غابي أشكينازي ووضعهما في صورة تفاصيله. وقال إنه كان «إيجابياً جداً»، وطمأن نتنياهو إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة لا تسير على طريق التصادم، وفق ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي نقلت عن مصادر أميركية قولها إن باراك كرر موقف إسرائيل بشأن إخلاء البؤر الاستيطانية «غير القانونية»، فيما تستمر أعمال البناء في المستوطنات.
وذكرت «يديعوت» أن «اللقاء بعث برسالة إلى إسرائيل مفادها أن الرئيس الأميركي أراد طمأنتها، على خلفية التوتر في العلاقات بين الجانبين جرّاء عدم الاستجابة للمطلب الأميركي بخصوص تجميد الاستيطان والتقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين»، وأن «الولايات المتحدة ما زالت الحليف الأقرب لإسرائيل». وأضافت أن أوباما «مرّر عبر باراك رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل»، مفادها أن الولايات المتحدة «لن تقبل وضعاً تستمر فيه أعمال البناء في المستوطنات، حتى لو كان ذلك بسبب النمو الطبيعي».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المحادثات التي أجراها باراك مع المسؤولين الأميركيين، وبينهم نائب الرئيس جوزف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، «لم تحقق أي تقدم، ولم يُتوصّل إلى تسوية بخصوص مطالب الولايات المتحدة بتجميد الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين».
وفي السياق، قال أهرون ميلر، الذي عمل على معالجة الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي بين عامي 1978 و2003 وكان في طاقم السلام برئاسة دنيس روس، إنه بحسب تقديره، فإن «المسؤولين الأميركيين يعرفون أنه لا فرصة للسلام مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولذلك ينبغي الدخول في مواجهة معها تكون مجدية لها تحديداً». وأضاف «إنهم توصلوا في البيت البيض إلى خلاصة مفادها أنه ينبغي كشف نتنياهو كعائق أمام السلام». وقال ميلر، في مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت» الإخباري، إنه «لا قرار بتغيير الحكم في إسرائيل، لكن ثمة محاولة كي لا تُقاد الأمور وفقاً للتفاصيل السياسية الداخلية هناك».