واشنطن ـ محمد سعيدأعلنت الولايات المتحدة رسميّاً، أمس، عن الاتصال الهاتفي الذي أجرته وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري وليد المعلم، لبحث «زيارات أميركية متوقّعة» إلى دمشق. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون العامة، فيليب كراولي، «إن واشنطن بصدد تحسين العلاقات الدبلوماسية مع سوريا»، موضحاً أن الاتصال مع المعلم «لم يكن طويلاً ودار حول زيارات متوقعة قريباً لسوريا»، من دون أن يحدّد هويّة الزائرين وما إذا كان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، سيشمل دمشق في جولته المقبلة. وقال كراولي إن «هناك مصالح عديدة مع سوريا وأولاها ما يحدث داخل سوريا من أنشطة تؤثر على الوضع في العراق، وقضية اللاجئين العراقيين في سوريا». وأضاف «إننا نرغب حقيقة في إعادة تقييم إمكانية المناقشات مع سوريا وفي إطار عملية السلام في الشرق الأوسط».
وأشار كراولي الى أن سوريا «لاعب مهم في المنطقة ويمكنها أن تتصرف تصرفاً بنّاءً إذا أرادت». واستدرك «لكنها اختارت في الماضي القريب أن تتصرف بطريقة أقل من بنّاءة». ورفض الرد بالسلب أو الإيجاب عما إذا كانت كلينتون قد ناقشت إمكان إرسال وفد عسكري اميركي إلى دمشق، مكتفياً بالقول إن «وفوداً أميركية أخرى ستزور سوريا قريباً». لكن مسؤولين أميركيين وسوريين أكدوا أن من بين هذه الوفود وفداً عسكرياً يتوقع وصوله في غضون الأسابيع القليلة المقبلة لمناقشة موضوع العراق. وقد رحب السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بهذا القرار. وقال إن «ادارة بوش كانت تتهمنا بمساعدة المتمردين وكنا نقول إن ذلك ليس صحيحاً». وأضاف «كنا نريد إجراء مناقشات معهم لكنهم لم يريدوا».
وأوضح السكرتير الصحافي في السفارة السورية في واشنطن، أحمد سلقيني، أن «فريقاً عسكريّاً من القيادة المركزية الاميركية سيذهب الى دمشق قريباً، لكن العمل جار لوضع تفاصيل الزيارة». وأضاف أن «سوريا تريد علاقة جديدة مع الولايات المتحدة تركز على مجموعة مختلفة من القضايا».
في ظل هذه الأجواء الحواريّة بين واشنطن ودمشق، برز خبر صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي نقلت عمّن وصفته بأنه «مصدر رفيع المستوى» في الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة قوله إن تقريراً ستصدره الوكالة قريباً سيكشف عن «وجود ثلاث منشآت نووية سرية أخرى في سوريا، وأن السوريين يصفون هذه المنشآت بأنها عسكرية».
وادعت «يديعوت» أن المفتشين في الوكالة يعتقدون أنه «في إحدى المنشآت السورية، بدأت كوريا الشمالية ببناء مصنع يعمل فيه السوريون على الفصل بين البلوتونيوم واليورانيوم، وأن منشأة أخرى تقع في قلب الصحراء وفي موقع غير بعيد عن الحدود السورية ـــــ العراقية». وتابعت أن المنشأة الثالثة تقع بالقرب من العاصمة دمشق. وقالت «يديعوت» إن تقرير وكالة الطاقة «لن يتضمن تأكيداً على أن سوريا حاولت صنع قنبلة نووية بل سيتضمّن انتقادات شديدة لنشاط سوري في المجال النووي».