القاهرة، غزّة ــ الأخبارأعلنت مصادر مصرية وأميركية واسعة الاطّلاع، لـ«الأخبار» أمس، أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات مكثفة لتحريك ملف عملية السلام العربية ـــــ الإسرائيلية. وكشفت عن «خطة تحرك أميركية»، قالت إن الرئيس باراك أوباما أطلع نظيره المصري حسني مبارك عليها خلال الزيارة التي قام بها إلى القاهرة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن خطة السلام هذه تعتمد بالأساس على وجود صوت فلسطيني واحد يمثل الشعب الفلسطيني.
ورأت المصادر أن مصر بدأت، في إطار هذه الخطة، في استمزاج آراء القوى الفلسطينية المعنية، حيث أجرت محادثات مع وفد من حركة فتح والسلطة الفلسطينية، قبل أن يصل أمس وفد من حركة «حماس» من الخارج والداخل، برئاسة خالد مشعل، للقاء رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان اليوم.
وأوضحت المصادر أن الجانب المصري يريد من الفلسطينيين حسم خلافاتهم وتوحيد الصفوف تمهيداً للتعامل الجاد مع مشروع أوباما، مشيرة إلى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً مهماً في القاهرة في 17 الشهر الجاري لدراسة الخطة الأميركية.
وقال مسؤولون أميركيون ومصريون إن القاهرة وجهت رسائل شديدة اللهجة إلى كل من «حماس» و«فتح»، مفادها «دعوكم من الكلام الفارغ الخاص بحدوث اشتباكات متبادلة على الأرض داخل فلسطين المحتلة، ولا بد من حسم هذه الخلافات يوم 7 تموز المقبل تمهيداً للتوقيع على اتفاق نهائي في هذا الخصوص».
في هذا الوقت، قال رئيس حكومة «حماس» في غزة، إسماعيل هنية، إن «هناك اتصالات على أعلى المستويات القيادية بين مسؤولين مصريين وقيادات الفصائل الفلسطينية من أجل استمرار الحوار الوطني». وأضاف «لا شك أن ما جرى في الضفة يُلقي بظلال وخيمة على الحوار، ونتمنى نجاح الاتصالات الرامية إلى حل الخلافات والأزمة»، لافتاً إلى أن «الخلاف الفلسطيني استثنائي، وأن الانقسام ليس الأصل، والشعب لا بد أن يتوحد بجهود المخلصين».
وقال مسؤول ملف الاتصال مع مصر، القيادي في «حماس» أيمن طه، إن وفد الحركة الإسلامية سيبحث في القاهرة «موضوع اغتيال المقاومين من قِبَل الأجهزة الأمنية في الضفة، وتكثيف حملات الاعتقال السياسي، بما يخالف الأسس التي جرى التوافق عليها في جلسات الحوار السابقة». وأكد طه أن «موضوع الحوار لا يزال مترنّحاً ويبقى على شفا الانهيار إذا واصلت الأجهزة الأمنية سياسة الاعتداءات على المقاومة، سواء بالاعتقال أو الاغتيال».
وقالت مصادر فلسطينية إن القاهرة ستدعو خلال الأيام المقبلة اللجان الخمس المنبثقة عن الحوار لصياغة القضايا التي تم التوافق في شأنها، والبحث في القضايا الخلافية وتقديم ردود حولها قبل الخامس من تموز المقبل.
وقالت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة إن اللواء سليمان أكد لوفد «فتح» حرص مصر على إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني والاستفادة من الأجواء الإيجابية في السياسة الدولية.