القاهرة ــ خالد محمود رمضانبدا أمس أن الحوار الفلسطيني متجمّد أمام عقبة الاعتقالات، ولا سيما مع ظهور اتهامات جديدة بين «حماس» و«فتح» تجعل من موعد السابع من تموز، الذي تصرّ عليه مصر لإنهاء الانقسام، صعب المنال.
واجتمع رئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان، أمس، مع وفدي «فتح» و«حماس»، في إطار اجتماعات الجولة السادسة من الحوار الوطني الفلسطيني. وعقب الجلسة، عقدت جلسة ثانية مشتركة لوفدي الحركتين بحضور مساعدي رئيس الاستخبارات العامة المصرية، لبحث القضايا العالقة.
وكشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الآغا، النقاب عن أن المسؤول المصري حثّ الطرفين على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام قبل الموعد المقرر لإعلانه في السابع من شهر تموز. وأوضح أن اللقاء كان صريحاً، حيث أكد سليمان للطرفين أن «الأمر لا يحتمل التأجيل، لأنه يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية ويعيدها إلى الوراء». ولفت إلى أن سليمان استمع إلى عرض من الوفدين عن موقفيهما من المشاكل العالقة، وفي مقدّمها ملف المعتقلين السياسيين، وسبل إنهاء هذا الملف بما يهيّئ الأجواء أمام الوفدين لحسم القضايا الخلافية الباقية، وخصوصاً في ما يتعلق بالانتخابات والأمن والحكومة.
وأعلن أنه اتّفق في ضوء اللقاء مع الوزير سليمان على قيام لجنة خاصة لتسوية ملف المعتقلين السياسيين، بما يسمح بالانطلاق لمناقشة القضايا الأخرى، وهي قانون الانتخابات ونسبة الحسم، وكذلك كيفية إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية، واللجنة الفصائلية المكلفة بإدارة شؤون قطاع غزة إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في كانون الثاني 2010.
بدوره، قال عضو وفد «حماس» في المباحثات، محمود الزهار، إن ما بُحث خلال اليومين الماضيين هو «ملف المعتقلين السياسيين»، مشيراً إلى أنه «لم يُتوصّل إلى اتفاق حتى الآن على أي نقطة من القضايا العالقة». وأشار إلى أنه ستُبحث إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، والقانون الانتخابي، ومهمات اللجنة التنسيقية التي اقترحتها مصر إلى حين إجراء الانتخابات. وفي ظل الأجواء الحواريّة، أعلن الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، أن السلطة الفلسطينية ألقت القبض على مجموعة من حركة «حماس» كانت تخطط لاستهداف مسؤولين ومؤسسات للسلطة قبل السابع من الشهر المقبل.
إلا أن المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، ردّ على التهم باعتبارها «فبركة إعلامية دأبت عليها قوات (الرئيس محمود) عباس و(رئيس الوزراء سلام) فياض تبيّن عملية استئصال واجتثاث حركة حماس، وللتغطية على سلوك حركة فتح الذي بات ينقلب على حوارات القاهرة».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية، عدنان الضميري، أن وزارة الداخلية الفلسطينية قررت إطلاق سراح مئة معتقل أمني لديها، أمس واليوم، لإنجاح الحوار الفلسطيني.