مهدي السيدسرّع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخُطى على درب المواجهة مع طهران، مُسنَداً بتأييد شعبي إسرائيلي لأي اعتداء محتمل على إيران لتدمير منشآتها النووية، برغم تسرّب معلومات إلى تل أبيب تفيد بالتسليم الأميركي بالقنبلة النووية الإيرانية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو ألّف طاقماً لبلورة بدائل العمل الإسرائيلي حيال التهديد النووي الإيراني. وأشارت إلى أن هذا الطاقم يجتمع مرات عديدة في الأسبوع، قبيل سفر نتنياهو القريب إلى واشنطن.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو يعتبر معالجة التهديد الإيراني المسألة الأهم على جدول الأعمال السياسي ـــــ الأمني لإسرائيل، ويسعى إلى وضعها في مركز لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبحسب «هآرتس»، يضم «طاقم إيران» عدداً من الوزراء ومن كبار الموظفين، بينهم وزراء الدفاع إيهود باراك، الخارجية أفيغدور ليبرمان، الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون ورئيس الموساد مئير دغان.
وترى الصحيفة أن «تأليف الطاقم الخاص وتركيبة أعضائه يعبّران عن الأهمية التي يوليها نتنياهو للتصدي لإيران ورغبته في توثيق التنسيق والتعاون بين الوزراء ومحافل التنفيذ المختلفة».
في موازاة ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن 66 في المئة من الجمهور اليهودي في إسرائيل يؤيّد عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، إذا ما فشلت المساعي الدبلوماسية والاقتصادية الرامية إلى دفعها نحو الكفّ عن تخصيب اليورانيوم.
وفي السياق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن موظف رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن مقاربة إدارته للموضوع الإيراني تختلف عن المقاربة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن «أوباما يتعامل مع المنطقة رزمة واحدة». وأضاف أن «محاولة عزل المشاكل لا تعكس الواقع، وسيكون من الأسهل إقامة ائتلاف لمواجهة إيران، في حال حصول تقدم في عملية السلام». وأوضح أن الولايات المتحدة تربط بين القضية الفلسطينية والقضية الإيرانية.
هذا الربط عبّر عنه رئيس طاقم البيت الأبيض راحم عمانوئيل، الذي نقلت «يديعوت أحرونوت» عنه قوله أمام المساهمين الثلاثمئة الكبار لـ«إيباك»، إن «قدرتنا على الوقوف في وجه إيران منوطة بقدرتنا على تحقيق تقدم على الجبهة الفلسطينية».
وفي السياق نفسه، ذكرت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أن «مصادر أوروبية رفيعة المستوى التقت الأسبوع الماضي مسؤولين سياسيين إسرائيليين، وذكرت أمامهم أن الولايات المتحدة قد سلّمت بالفعل بقدرات إيران النووية، وأنها لن تقوم بعمل يعوق المساعي الإيرانية»، مشيرة إلى أن «هذه المعلومات لم تفاجئ الإسرائيليين، لأنهم في الدولة العبرية قد سمعوا بالفعل من مقرّبين إلى الرئيس (الأميركي باراك) أوباما أن القنبلة أفضل من الانفجار، أي إنهم (في واشنطن) يفضّلون امتلاك إيران لقنبلة نووية على أن تقوم الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بتفجيرها».