محمد بديرلا يوفر رئيس الوزراء الإسرائيلي حيلة للتملص من الالتزام بعملية سياسية جدية على المسار الفلسطيني يرى أنها ستقوده إلى ما يخالف اقتناعاته المعلنة بشأن الدولة الفلسطينية. وجديد بنيامين نتنياهو على هذا الصعيد نيته إعطاء الأولوية في المفاوضات للمسار السوري على حساب المسار الفلسطيني، حسبما أفادت أمس صحيفة «معاريف»، التي قالت إنه أرسل رسائل سرية إلى جهات غربية وأميركية يُفهم منها أنه معني باستئناف المفاوضات بين تل أبيب ودمشق بوساطة أميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن «المداولات الأولية وتقديرات الوضع التي لا تزال قابلة للتغيير تفيد بأن نتنياهو يفضل تركيز المساعي السياسية في الاتجاه السوري في محاولة مشتركة ومنسقة مع الولايات المتحدة». ويعود ذلك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «يفضل المحور الشمالي (على المحور الفلسطيني) في ضوء حقيقة أنه ينطوي على إشكاليات أقل من ناحية سياسية داخلية، فضلاً عن أن هناك شريكاً واضحاً فيه، وأنه يُخرج من معادلة القوى في المنطقة سوريا التي من شأنها أن تتحول إلى نقطة لإطلاق صليات صاروخية مرعبة في حال اندلاع مواجهة مع إيران».
ونقلت الصحيفة عن محافل غربية قولها إن نتنياهو نقل رسائل تتناسب مع هذا التوجه إلى العاصمة الأميركية، مشيرة إلى أن القيادة السورية بدورها مطلعة على هذه الخطة.
ومعروف أن نتنياهو يرى في إعادة الجولان المحتل إلى سوريا مقدمة لتحويله إلى «قاعدة أمامية لإيران». كذلك إن وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، رأى في تصريح قبل أيام أن سوريا ليست شريكاً في السلام بسبب دعمها لما وصفه بالمنظمات الإرهابية وللمشروع النووي الإيراني.
من جهة أخرى، قدم نتنياهو، أول من أمس، دفعة سياسية على حساب زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض. ففي كلمة متلفزة أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية، «إيباك»، أعلن أنه مستعد لبدء محادثات سلام مع الفلسطينيين فوراً، من دون أن يتطرق إلى فكرة الدولة الفلسطينية. وشدد على التزامه بصنع السلام، عارضاً تصوراً أولياً لخطته السياسية التي ترتكز على مفاوضات ثلاثية المسارات مع الفلسطينيين. وأضاف: «المسار السياسي يعني مواصلة المفاوضات، والمسار الأمني هو مواصلة العمل الذي بدأه الجنرال كيت دايتون (في بناء أجهزة الأمن الفلسطينية)، والمسار الاقتصادي سيكون لتحفيز الفلسطينيين». وكرر موقفه الذي يدعو الفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل دولةً يهودية، مشيراً إلى أنهم ملزمون بذلك.
وكسائر المسؤولين الإسرائيليين، الذين تحولت إيران إلى معزوفة لازمة في تصريحاتهم، رأى نتنياهو أن هناك «فرصة للتعاون بين إسرائيل والدول العربية» لمواجهة المشروع النووي الإيراني.