علي حيدركشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، وثيقة قدمتها رئيسة المعارضة الحالية تسيبي ليفني، إلى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، تضمنت خطة لتجنيد العالم العربي لدعم المسيرة السلمية ودفع عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، على مراحل كجزء من عملية سياسية إقليمية.
وتناولت الوثيقة، التي وصفتها الصحيفة بأنها «إرث ليفني»، ثلاث خطوات يمكن الدول العربية القيام بها لكسب ثقة الجمهور الإسرائيلي في تأييد العملية السياسية. تضمنت الخطوة الأولى دعوة الزعماء العرب، بمن فيهم أولئك الذين لا يقيمون علاقات مع إسرائيل، إلى إعلان دعمهم للعملية السياسية والمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من دون محاولة إملاء مواقف متصلبة على الفلسطينيين.
وتضمنت الخطوة الثانية الدعوة إلى تقديم الدعم السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية والمساعدة على عزل حركة «حماس»، على أن يليها في الخطوة الثالثة قيام الدول العربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل عبر عقد لقاءات علنية وسرية مع زعماء إسرائيليين وفتح ممثليات تجارية ودبلوماسية إسرائيلية في دول عربية، إضافة إلى القيام بزيارات رسمية للدولة العبرية.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن الإدارة الأميركية تبنّت بعض توصيات وثيقة ليفني، وأدرجتها في سياستها الشرق الأوسطية. وأشارت إلى أن الوثيقة سلمتها ليفني إلى المبعوث الأميركي قبل أيام من مغادرتها منصبها كوزيرة للخارجية، فضلاً عن نسخ أخرى إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، ومبعوث الرباعية طوني بلير.
وذكرت «هآرتس» أن ليفني شدّدت، في لقائها مع ميتشل، على أنه يكمن في صلب فكرتها الصعوبة التي يواجهها الفلسطينيون في تقديم شيء مقابل المبادرات الإسرائيلية، مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أو تسليم المسؤوليات الأمنية في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية. وأضافت إن ليفني أوضحت للمبعوث الأميركي أنّ «بإمكان الدول العربية منح إسرائيل مثل هذا المقابل، الأمر الذي سيبدو أمام الجمهور الإسرائيلي بأنه يوجد شريك، ليس فقط في السلطة الفلسطينيّة، بل في العالم العربي بأكمله».
وأوضحت «هآرتس» أن ليفني طرحت خطتها خلال لقاءات عقدتها في العام الأخير مع زعماء عرب، وبعضهم لا تقيم دولهم علاقات رسمية مع إسرائيل، وقالت لهم إن «الجمهور في الدول العربية يرى في (قناة) الجزيرة أن أبو مازن يلتقي فقط الزعماء الإسرائيليين ولذلك فإنه يظهر كما لو أنه عميل، أما إذا بدأتم أنتم أيضاً باللقاء معنا علناً فعندها ستنخفض حدة المعارضة لعملية السلام مع إسرائيل وستضعف قوة المتطرفين في دولكم العربية».