فراس خطيبتضاربت المعلومات المتعلقة بمسار المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية، أمس؛ ففيما كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنَّ الولايات المتحدة بعثت برسائل «غير رسمية» لإسرائيل، شدّدت فيها على أنَّ دمشق «ليست شريكاً» في السلام، أعرب السفير السوري المعيَّن حديثاً لدى تركيا، نضال قبلان، عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية.
وكشف قبلان لصحيفة «حرييت» التركية أنَّ «القيادة السورية مستعدة لمواصلة محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية»، مبرراً موقفه بأنّ لدى دمشق «الثقة الكاملة في الدور النزيه الذي أدته تركيا في الماضي». ورأى قبلان أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو شخصية «لا تفضل خيار السلام مع سوريا»، مشدداً على ضرورة أن تتخذ تل أبيب «خطوة باتجاه السلام إذا كانت فعلاً تريد الحصول عليه». ورأى أن «الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وعندما تفكر تل أبيب بأنها مستعدة، فسنكون مستعدين للتفاوض لأننا اتخذنا السلام خياراً استراتيجياً، ونحن عازمون على المضي قدماً في هذا المسار حتى إعادة الأرض المحتلة إلى أصحابها».
في هذه الأثناء، أوضحت «معاريف» أن مبعوثي الرئيس الأميركي باراك أوباما، دانيال شابيرو وجيفري فيلتمان، عادا من دمشق الأسبوع الماضي بشعور أنَّ سوريا «ليست مستعدة للتراجع عن دعمها للإرهاب». ووفق شابيرو وفيلتمان، فإنَّ «يد الرئيس الأميركي الممدودة للسلام رفضها حتى الآن الرئيس السوري بشّار الأسد». وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن محافل سياسية في تل أبيب تلقت في الأيام الأخيرة «رسائل غير رسمية» من الأميركيين، تبيّن أنَّ «دمشق ليست مستعدة في هذه الآونة لقطع علاقاتها مع إيران، ولا حتى التضييق على فروع المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي». جميعها معطيات فسّرتها الصحيفة بأنها تعني أمراً واحداً: «سياسياً، سوريا ليست مستعدة لمفاوضات سلام حقيقية مع إسرائيل».
حتى إن «معاريف» ربطت استخلاصات فيلتمان وشابيرو بتمديد أوباما مفعول العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على سوريا. وكان أوباما قد بعث رسالة إلى أعضاء الكونغرس برّر من خلالها تمديد العقوبات بأن دمشق «تمثّل خطراً على المصالح الأميركية وتدعم المنظمات الإرهابية» وتواصل «البحث عن أسلحة للدمار الشامل ومنظومات صواريخ»، وتسعى إلى «عرقلة الجهود الأميركية والدولية لإحلال الاستقرار في العراق».
وفي السياق، أعرب مقرّب من نتنياهو عن ارتياحه لـ«تبعثر الغبار عن النيات الحقيقية للأسد»، الذي «لا يرغب حقيقة بفتح الدولة إلى الغرب ويعمل لمصالحه الداخلية ضمن صراعه من أجل صمود نظامه». وقال المصدر الإسرائيلي إنَّ الرئيس السوري «يدير اتصالات مع الدول الغربية فقط للخروج من العزلة وإزالة العقوبات»، مجدداً وصف سوريا بأنها «الساحة الخلفية لمحور الشر وتعمل على تقوية حزب الله في لبنان».