بعد تكبّدها خسارة وصلت إلى 83 مليون جنيه استرليني (125 مليون دولار) خلال العام المالي 2008ـــــ2009، أعلنت شركة الاتصالات البريطانيّة «BT» أنّها ستلغي 15 ألف وظيفة، أي ما يمثّل 10 في المئة من قوّة عملها، مشيرةً إلى أنّها ألغت عدداً مماثلاً من الوظائف خلال الأشهر الـ12 الماضية لخفض الأكلاف، أي أكثر من الرقم المعلن سابقاً بـ5 آلاف وظيفة. وتواجه الشركة مصاعب كبيرة في قسم الخدمات العالميّة لديها، ويتوقّع أن تبلغ كلفة إعادة هيكلته 1.3 مليار جنيه. كما تعاني اتساع العجز في صندوق تعويضات نهاية الخدمة، فيما البلاد تواجه ركوداً قاسياً. والخسارة التي لحقت بالشركة تعدّ الأسوأ منذ خصخصتها في عام 1984.

يبدو أنّ سلسلة متاجر التجزئة الأميركيّة، «Wal-Mart»، التي تعدّ الأضخم عالمياً، قادرة على احتواء موجة الركود نسبياً، فأرباحها خلال الربع الأوّل من العام الجاري بقيت ثابتة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2007 وبلغت 3.02 مليارات دولار. والجيّد في تحقيق تلك الأرباح هو أنّ الشركة تُعدّ الموظّف الأوّل في القطاع الخاص الولايات المتّحدة، فعدد موظّفيها يبلغ 1.4 مليون موظّف، فيما يرتفع العدد إلى مليوني موظّف في 14 بلداً حول العالم، وبالتالي فإنّ الشركة ربّما لن تلجأ إلى خفض الوظائف من أجل خفض الأكلاف، وخصوصاً أنّها أعلنت في وقت سابق من العام الجاري أنّها خلقت 63 ألف وظيفة عالمياً مخالفة الأنماط المسجّلة في معظم الشركات.