القاهرة ــ الأخبارعادت الحالة الصحية للرئيس المصري، حسني مبارك، إلى واجهة الحدث السياسي في البلاد، بعد الوفاة المفاجئة لحفيده محمد.
صحيح أن خبر دخول مبارك مستشفى «الجلاء» في القاهرة لا يزال محصوراً في إطار الشائعة، إلا أن هذه المرة للشائعة معطيات تضفي عليها جرعة كبيرة من احتمال الصدقية. فالرئيس المصري، الذي اعتذر عن تلبية دعوة نظيره الأميركي باراك أوباما لزيارة إلى واشنطن كانت مقررة يوم الثلاثاء المقبل، تغيّب أيضاً عن طقوس جنازة حفيده، الذي كان يوصَف بأنه المقرب جداً من الجد، وسبّب غيابه «صدمة نفسية» له.
ولا تزال الرواية الرسمية محصورة بالاعتراف بأن الرئيس المصري يعاني أزمة نفسية عميقة، غير أنّ معلومات غير مؤكدة أشارت إلى أن هذه الأزمة أدت إلى إدخال مبارك أحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة المصرية. وبحسب أحد الصحافيين الأجانب المقيمين في القاهرة، فإنّ هذا المستشفى هو «الجلاء».
وتذكّر الشائعات حول صحة الرئيس بأزمات سابقة سارعت فيها الصحافة المستقلة إلى التساؤل عن سرّ اختفاء مبارك، ما أدى إلى تعرض بعضها للمحاكمة. ولهذه الأسباب، تفادت الصحافة المصرية هذه المرة فتح الملف الشائك، حتى إن أحد الصحافيين نشر على صفحته الإلكترونية على موقع «فيس بوك» إشارة ساخرة تقول إن «رئيس الغابون يُعالَج في أحد مستشفيات إسبانيا»، تاركاً فهم قصده الحقيقي للجمهور الإلكتروني.
غير أنّ مصدراً مصرياً رفيع المستوى نفى في حديث لـ«الأخبار» هذه الأنباء، جازماً بأنّ صحة الرئيس «جيدة للغاية ما عدا وضعه النفسي الذي من الطبيعي أن يمرّ به أي شخص يعيش هذه الظروف الأليمة». وتوقعت مصادر حكومية أخرى ظهور الرئيس في غضون يومين، في زيارة لقبر حفيده. ووفق المصادر نفسها، فإن مبارك «يمارس مهامه الاعتيادية طبيعياً»، حتى إنه التقى أمس وزير خارجيته، أحمد أبو الغيط، الذي قدّم إليه تقريراً عن نتائج زيارته الأخيرة إلى موسكو.
وأشارت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية إلى أن أبو الغيط قدم تقريراً شفهياً لمبارك، أوضح فيه مدى الاهتمام الذي أبداه الرئيس ديمتري مدفيديف للتطورات التي تشهدها العلاقات الروسية ـــــ المصرية. وأضافت الوكالة أن مدفيديف أعرب عن نيته زيارة القاهرة في 23 حزيران المقبل، آملاً أن تشهد توقيع معاهدة تضع إطاراً استراتيجياً للعلاقات الثنائية بين البلدين.
على صعيد آخر، أعلن المدوّنون ومديرو المواقع الإلكترونية الأقباط، تجميد تظاهرة إلكترونية، كانت ستكون الأولى من نوعها، وكان مقرراً تنظيمها أثناء زيارة أوباما إلى مصر في الرابع من الشهر المقبل. وبرّر هؤلاء إلغاء «تظاهرتهم» بضرورات تقدير «موقف مبارك الإنسان وعائلته»، في إشارة إلى أجواء الحزن التي تلفّ آل مبارك إثر غياب محمد علاء مبارك.