واشنطن ــ محمد سعيدأعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، أنه سلّم الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما، أول من أمس، وثيقة تتضمّن أفكاراً لإطلاق عملية السلام. وقال، لوكالة «فرانس برس»، قبل أن يغادر واشنطن إلى القاهرة، حيث يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك، إن «هذه الوثيقة لا تخرج عن إطار خريطة الطريق، ولا عن مبادرة السلام العربية. هي تحتوي أفكاراً عن آليات لتنفيذها».
ووصف عباس لقاءه مع أوباما بأنه «جديّ وصريح». وأضاف «اتفقنا على التواصل الدائم». وسئل هل هو أكثر تفاؤلاً بإنشاء دولة فلسطينية في عهد أوباما، فأجاب «نتمنى أن تتحقّق هذه الوعود. بصراحة، لا يوجد أيّ مبرّر كي لا تتحقق ما لم تضع إسرائيل عقبات»، معلناً عن زيارة جديدة يقوم بها الموفد الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة في السابع من حزيران.
من جهته، أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، أن «الرئيس أوباما وعد بدراسة هذه الوثيقة».
وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس، قال عباس إن دوره الوحيد هو «الانتظار». وأضاف «سأنتظر حماس لأن تقبل الالتزامات الدولية. سأنتظر إسرائيل لأن تجمّد المستوطنات. وإلى أن يحدث ذلك فإننا في الضفة الغربية لدينا واقعية جيدة. الناس يعيشون حياة طبيعية».
وقال أبو مازن إنه سيرفض استئناف أي مفاوضات مع إسرائيل إلى أن تلبي مطالبه. كما أنه لن يوافق على مساعدة جورج ميتشيل على إقناع الدول العربية بالقيام بإجراءات صغيرة لبناء الثقة، موضحاً «لا نستطيع التحدث إلى العرب حتى توافق إسرائيل على تجميد المستوطنات وتعترف بحل الدولتين». ودعا أبو مازن الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل قائلاً «الأميركيون هم قادة العالم.. إنّ باستطاعتهم استخدام وزنهم مع أيّ كان في العالم. لقد استخدموا وزنهم قبل عامين بالضغط علينا، والآن ينبغي أن يقولوا للإسرائيليين: عليكم الامتثال لشروطنا».
وكشف عباس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عرض أمامه خريطة لدولة فلسطينية على 97 في المئة من أراضي الضفة الغربية، لكنه اشتكى من أن أولمرت رفض إعطاءه نسخة من الخريطة، مؤكدا أن الأخير قبل مبدأ حق العودة للّاجئين الفلسطينيين، وهو أمر لم يقرّه أي رئيس حكومة إسرائيلية من قبل.
وأضاف أبو مازن إن أولمرت عرض إعادة توطين آلاف الفلسطينيين في إسرائيل. وقال «إن عرض أولمرت كان أكثر كرماً للفلسطينيين من (الرئيسين السابقين جورج) بوش أو بيل كلينتون»، مشيراً إلى «استحالة قيام أوباما أو أي حكومة إسرائيلية بذلك». غير أنه قال إنه قد رفض العرض بدعوى أن «الفجوات كانت واسعة».
ومن المقرّر أن يطلع أبو مازن، الذي بدأ أمس زيارة إلى القاهرة، مبارك اليوم على نتائج مباحثاته مع أوباما.