لم تمنع «الخلافات الحقيقيّة جداً» الأميركية ـــــ الروسية، والتي اعترف بها الرئيس باراك أوباما أمس، من تقصير مسافة التفاوت بين الجانبين بشأن الأزمة النوويّة الإيرانيّة، فيما كذّبت طهران وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عبر تأكيد أن أيّ لقاء لم يُعقد في لاهاي بين مسؤولين من الطرفين.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي «لم يحصل أي لقاء أو حوار رسمي أو غير رسمي بين ممثّلي إيران وأميركا على هامش هذا المؤتمر (إعادة إعمار أفغانستان في لاهاي)، وإن ما نُشر بهذا الشأن عارٍ من الصحة تماماً»، في إشارة إلى تصريح لكلينتون أكدت فيه حصول لقاء «سريع وودّي» بين نائب وزير الخارجية الإيراني، محمد مهدي أخوندزاده، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ريتشارد هالبروك.
ونفى قشقاوي أيضاً ما قالته كلينتون عن تسليم هالبروك رسالة إلى الموفد الإيراني، قائلاً «بما أنه لم يحصل أي لقاء أو حوار بين الجانبين، فبالطبع لم يُسلّم الجانب الأميركي أي رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين».
في هذا الوقت، لا يزال الحجر الإيراني من أبرز أحجار لعبة الشطرنج الدائرة بين موسكو وواشنطن لتسوية الملفّات العالقة عالمياً بين البلدين، في ظل السياسة الجديدة التي ينتهجها باراك أوباما تجاه روسيا ودول المنطقة. هذا ما ظهر بوضوح من خلال دعوة الرئيس الأميركي ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف، عقب اجتماعهما أمس على هامش قمة العشرين في لندن، طهران إلى «التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وإثبات أن برنامجها النووي مُعدّ للأغراض السلمية لا لإنتاج أسلحة نووية». وأقر الزعيمان، في بيان مشترك، بأن إيران لها الحق في «برنامج نووي مدني»، لكنهما شدّدا على أن تعيد الثقة بأن برنامجها «ذو طبيعة سلمية حصراً». وتابع البيان «ندعو إيران الى الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن الدولي وهيئة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذات العلاقة، بما في ذلك تقديم التعاون المطلوب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وفي السياق، تعهد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والرئيس الأميركي بالالتزام بالخيار الدبلوماسي مع إيران، الذي قالا إنه «يقدّم فرصة لمستقبل أفضل لها إذا تخلّت عن طموحاتها النووية».
وقال براون، في مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما، «آمالنا في أن تتخذ إيران الخيار الصحيح وتستفيد من استعداد المجتمع الدولي للتفاوض معها وطرق تجديد جهودنا لإحلال الأمن والسلام للفلسطينيين وإسرائيل».
الملف الإيراني كان أيضاً حاضراً كالمعتاد في خطاب رئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي قال رئيسها بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «إتلانتيك» الأميركية، إنه إذا سمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية فإن الحضارة الغربية ستكون «قد فشلت».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)