واشنطن ــ الأخباربدأت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، مساء أمس جولتها الأولى في الشرق الأوسط، من منتجع شرم الشيخ المصري، حيث ستشارك في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي يُعقد اليوم، بمشاركة أكثر من 70 دولة، وسط تقارير إعلامية إسرائيلية تتخوّف من أن تقلّص الولايات المتحدة المساعدات المالية السنوية التي تقدمها إلى الدولة العبرية، على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية.
وستعقد كلينتون سلسلة لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر، كما ستشارك في اجتماع «اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط»، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وتستغل كلينتون زيارتها أيضاً، للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست، ومصر والأردن والعراق.
وكانت الوزيرة الأميركية قد استبقت وصولها إلى المنطقة، بالإعراب عن تمسّك إدارتها بحل الدولتين، وفق «سياسة اللجنة الرباعية ومبادرة جامعة الدول العربية» (بيروت 2002)، وذلك رداً على سؤال عن رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو، الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقد ورد كلام كلينتون، في مقابلة بثّتها إذاعة «فويس أوف أميركا»، شددت خلالها على أنها ستجدد التأكيد على تمسّك الرئيس باراك أوباما بحل الدولتين، وأنها ستطمئن المسؤولين الإسرائيليين إلى متانة العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية، و«ستتحدث عن أفضل السبل للدفع بعملية السلام»، وذلك في زيارتها التي ستقوم بها إلى دولة الاحتلال.
وتعهّدت مجدداً بالعمل مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل «للتوصل إلى اتفاق بالتفاوض لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في غزة والضفة الغربية وتوفير الأمن والسلام اللذين طالما تاقت إليهما إسرائيل».
وكان لرئيسة الدبلوماسية الأميركية موقف متشدّد لا يختلف عن الخطاب الذي اعتمدته إدارة الرئيس جورج بوش، إزاء ملف المصالحة الفلسطينية، فبعدما أبدت حذرها من حوار القاهرة، كشفت عن أنّ واشنطن لن تعترف بأي حكومة وحدة فلسطينية، ما لم تقبل الحركة الاسلامية بشروط الاعتراف بإسرائيل، و«نبذ العنف» والقبول بحل الدولتين.
وعن احتمال تقليص واشنطن مساعدتها المالية لتل أبيب، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته بضرورة استخدام هذه الأموال لشراء الاحتياجات الضرورية لأغراض الدفاع وزيادة قوة القوات المسلحة.
وفي السياق، طلبت وزارة الدفاع الأميركية من وفد إسرائيلي يزور الولايات المتحدة بهدف شراء أسلحة وعتاد عسكري، تزويد البنتاغون بتفاصيل العتاد الذي تعتزم الدولة العبرية شراءه، ولائحة بأسعاره، ومدى إسهامه المباشر في أمن إسرائيل، وذلك من خلال تقارير تُقدَّم مرة كل ثلاثة شهور.